الإعلام تايم || كنان اليوسف
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، يقبع صحفيو غزة تحت وطأة همجية العدوان الصهيوني الذي قارب أن يدخل شهره السابع.. العدوان الذي كلّف الفلسطينيين أكثر من 100 صحفي، راحوا ضحية الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وبذلوا أرواحهم في سبيل الكلمة والصورة وسط همجية كشفت وعرّت إسرائيل التي لا تقيم وزنًا لحرية الصحافة، التي كفلتها المواثيق الدولية، وما كانت إسرائيل لتتجرأ على هذه الجرائم لولا الغطاء الغربي !! ورغم ذلك يواصل الصحفيون الفلسطينيون عملهم في نقل الأحداث متحدّين المخاطر والصعوبات التي يتعرضون لها ، من النزوح في الخيام مع عائلاتهم المهددة ، إلى خطر القتل العمد والتصفية المباشرة.
فبينما يفرض العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة نفسه بقوة، تفضح المأساة التي يرتكبها ادعاءات حرية الصحافة بعد أن اغتالت آلة القتل الصهيونية عدد كبيراً من الصحفيين لمجرد ممارستهم عملهم ضاربة بعرض الحائط كل القيم والمبادئ والأعراف والقوانين والمعايير الدولية التي تقوم على حماية الصحفيين، وضمان حرية التعبير ونقلهم الموضوعي والميداني للأحداث كافة.
آلة القتل الصهيونية لم تستثني الصحفيين من همجيتها وجرائمها رغم أنهم محميون وقف القوانين الدولية حيث إن قرار رقم 1738 لمجلس الأمن الدولي " أكد إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة، بجانب نصه على اعتبار الصحفيين والمراسلين المستقلين مدنيين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه الصفة، ومساواة سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام والأطقم المساعدة في مناطق النزاعات المسلحة بحماية المدنيين هناك".
من جهته الاتحاد الدولي للصحفيين أشار إلى أن خطر الموت بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين أعلى من خطر الموت للجنود على جبهة القتال، وهذا ليس تعبيراً مزاجياً وانما حقيقة تخبر عنها احصائيات رسمية حيث قتل الكيان 141 صحفيًا وإعلاميًا فلسطينيًا بينهم 12 صحفية، كما ان القصف الهمجي تسبب في إصابة 80 صحفيًا وصحفية.
واستهدف الاحتلال خلال حربه المستمرة 178 مؤسسة إعلامية ومقر صحفي يضاف لها اغلاق 25 اذاعة محلية بفعل الحرب والاستهداف، هذه الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في غزة تأتي بمعزل عن انتهاكات مستمرة يتعرض لها الصحفيون في الضفة والقدس والضفة المحتلة، انتهاكات تصل حد القتل.
وعليه فإنه في اليوم العالمي لحرية الصحافة يبقى السؤال الملّحّ،" هو ماذا عن مصير مهنة المتاعب في غزة؟" المهنة التي أخذت على عاتقها نصرة المظلومين ونقل مظلوميتهم باتت اليوم بحاجة إلى من يناصرها ، في وجه عدو تجاوز كل الخطوط الحمر في انتهاكاته ، وسط تغاض فاضح من المنظمات الدولية التي اكتفت ببيانات الإدانة ، ومنح الجوائز المعنوية كما فعلت منظمة اليونسكو اليوم , حيث منحت جائزتها لحرية الصحافة إلى جميع الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين ينقلون الواقع كما هو ويثبتون للعالم أجمع أن الكيان الاسرائيلي الذي تستميت واشنطن وغيرها لحمايته ودعمه ، هو صحب أكبر سجل مليء بالمجازر.