الإعلام تايم | كنان اليوسف
عدوان صهيوني جديد على سورية.. هذه المرة استهدف مدينة حمص بعدد من الصواريخ من اتجاه طرابلس اللبنانية.. البنية التحتية والمباني باتت على رأس بنك الأهداف الاسرائيلية في معظم الاعتداءات الأخيرة وتحت عناوين واهية.. أياّ كانت هذه الأهداف وسواء تحققت أم لم تتحقق، المؤكد أنها فشلت في تغيير الصورة الهشة التي باتت تسيطر على عقول المستوطنين في الداخل الإسرائيلي بعد أكثر من مئة وعشرين يوماً من الحرب الهمجية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة.
نتنياهو الذي يبحث في الجبهة السورية عن خلاص من هذه الصورة وتصدير أزمته الداخلية على شكل ضرب مواقع هنا وأخرى هناك داخل سورية، يسعى لتوجيه الاعلام الاسرائيلي نحو تسويق هذه الاعتداءات وتضخيمها أمام جمهور المستوطنين متغافلاً عن عمد ما يتكبده جيشه على أيدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، في المقابل تبدو سياسة العدو هذه ونهجه في إدارة المعركة مع المقاومة محفوفة بالمخاطر التي يدركها نتنياهو وفريقه الحكومي، فمن جهة يخشى تدحرج الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة لا يمكن السيطرة على نتائجها وتبعاتها الكارثية على الكيان ومن جهة أخرى يجد الأفق مسدوداً أمام جيشه لتحقيق نصر على الفلسطينيين ليصرفه في الداخل الصهيوني الذي باتت ترتفع فيه الأصوات المطالبة بوقف الحرب ومحاكمة رئيس الوزراء، وهذا ما يخشاه نتنياهو المهدد بالسجن أصلا قبل السابع من امتوبر العام الماضي بتهم الفساد.
على المقلب الآخر تبدو الساحة السورية هي الأسهل وإن كانت نتائج الاعتداءات فيها ليست بالمستوى الذي يمكن العدو من التغطية على هزائم غزة ، وما يزيد من محدودية هذه النتائج ، هو تمكن الدفاعات الجوية السورية من اعتراض الصواريخ واسقاطها، وما يصل منها إلى هدفه هو القليل من عشرات الصواريخ التي تتكبد الميزانية الإسرائيلية ثمنها مليارات الدولارات وهذا بحد ذاته شكّل عبئا إضافياً باتت اسرائيل تحسب حسابه، في ظل حالة التراجع والانهيار التي يعيشها اقتصاد الكيان منذ السابع من أكتوبر العام الفائت.
وضمن حسابات الربح والخسارة ، لا تبدو الجبهة اللبنانية ضمن الحسابات الرابحة، لذا يخشى العدو توسيع رقعتها ، وكذلك الحال بالنسبة للساحة العراقية، كواحدة من ساحات المحور، بينما تكفل الداعم الأمريكي في محاولة ردع تداعيات الساحة اليمنية والمواجهة والمعلنة التي يقودها اليمن ضن الملاحة البحرية الصهيونية باتجاه ميناء حيفا، الأمر الذي أدى إلى فشل اسرائيل في تحييد اقتصادها وتجنيبه الخسائر كما الحروب السابقة، ووصلت منذ السابع مم اكتوبر الفائت إلى أكثر 165 مليار دولار، وفق تقديرات اسرائيلية.