الإعلام تايم || كنان اليوسف
ما بين تشرين التحرير عام ثلاثة وسبعين ومعركة طوفان الأقصى خمسون عاماً مرت.. كانت مناسبة لاتحاد الكتاب العرب في سورية لتقديم قراءة تاريخية معاصرة لكلتا التجربتين من خلال ندوة حاضر فيها مفكرون سياسيون وعسكريون من سورية و لبنان والأردن.
الندوة التي تأتي في رحاب ذكرى انتصار حرب حرب تشرين على العدو الصهيوني قددم المشاركون فيها مقاربة لتجربة الجيشين السوري والمصري قبل 50 عاماً في مواجهة إسرائيل وما تقوم به المقاومة الفلسطينية اليوم في معركة طوفان الأقصى.. فهل كانت حرب تشرين آخر انتصارات العرب على العدو الصهيوني ؟ ..وكيف يمكن استشراف المستقبل من خلال تجربة المقاومة اليوم ؟ أسئلة طرحها المحاضرون في الندوة وقدموا إجابات عليها.
المحامية اللبنانية بشرى خليل قالت في تصريح للاعلام تايم أن "حرب تشرين التحريرية كانت بداية الانتصارات على العدو الصهيوني كما أرست قاعدة أننا قادرون بالحرب هزيمة إسرائيل كما أعطتنا خيار الحرب الذي اسقطته حرب 67 التي حاولت ترسيخ مقولة اننا أمة مهزومة وإسرائيل لا تقهر إلى أن أتت حرب ال 73 وكسرت هذه القاعدة وأكدت أننا إذا استطعنا توحيد الصفوف ودراسة العدو نستطيع هزيمته".
وشبّهت الخليل عملية طوفان الاقصى بغزوة بدر التي خاضها المسلمون ضد المشركون والتي كانت مقدمة لفتح مكة وبعدها تتالت الانتصارات مشيرة إلى أن "طوفان الأقصى أسقطت الكثير من المسلمات حيث تعرض كلا من المخابرات الإسرائيلية والأمن للاهتزاز والتأزم كذلك أحدثت حالة من فقدان الثقة بالحكومة الحالية" وقالت إنها انتصار أمني كبير للمقاومين في غزة رغم الحصار والإمكانيات الضعيفة وأهمية الحرب أنها حصلت في العمق الإسرائيلي بأدوات فلسطينية خالصة ولو انها انتهت هنا فالمقاومة وبعد كل ما حققته هي منتصرة، ولو انها أكملت آلى جنون إسرائيلي بحرب برية كما يروج لها نتنياهو بحماقته فإن النتيجة واحدة ففي غزة هناك مقاومون لن يسمحوا بمرور الإسرائيلي وسوف يلاقي حرب شرسة لم يعهدها سابقاً".
من جهته الكاتب والمفكر الأردني سميح خريس قال في تصريح مماثل " إن قراءة التجربتين-حرب تشرين و طوفان الأقصى- لا بد أن تستند إلى الربط ما بين قبل تشرين 1973 وما تلاه من أحداث سلبية أو إيجابية والتطور الذي حصل على الساحة العربية على صعيد المقاومة وما وصل إليه ما بات يعرف بمحور المقاومة وصولاً إلى عملية طوفان الأقصى التي اربكت العدو الصهيوني... يمكن القول أن الدروس المستفادة هي أننا قادرون لو سخر لنا المناخ الصالح لمواجهة هذا العدو بكافة الوسائل فنحن قادرون على استخدام التكنولوجيا وكافة أنواع الأسلحة ولكن يبقى ينقصنا القيادة الجادة الصادقة المتناغمة مع الضمير العربي لمواجهة هذا العدو".
العميد الطيار المتقاعد جرجس صليبا رئيس فرع رابطة المحاربين القدماء في ريف دمشق أكد للاعلام تايم أنه عند الحديث عن حرب تشرين نتذكر الفخر والعزة والكرامة فهذا اليوم كان فخرا لكل العرب هذه الحرب التي خطط لها العرب ولأول مرة يخوضوا حرباً ضد العدو الصهيوني في حين أن طوفان الأقصى هي امتداد لهذه الحرب وهي امتداد لما فعله الجيش السوري والقوات الآخرة المشاركة.
وأشار العميد صليبا إلى أن التجربتين هما تجربة واحدة حيث خضنا حرباً في تشرين التحرير واليوم نخوض حرباً مع الصهاينة لكن الفارق هو أن المقاومة الفلسطينية تخوض هذه الحرب وحيدة دون مشاركة العرب وهذا مؤسف أن يكونوا منفردين في قتالهم ضد العدو الصهيوني.
وأوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد العزيز الميناوي أن كل من ينتمي إلى أرضه وهويته لا يمكن أن ينام على ضيم أو يتخلى عن كرامته وها نحن نتحرك باتجاه الحقيقة التي يجب أن تكون في عودة الأرض التي اغتصبها الكيان الصهيوني.