صحف - الاعلام
كشفت تصريحات لدبلوماسي قطري أن الدوحة حزمت أمرها على ممارسة "سياسة الهروب إلى الإمام"، في خلافها مع دول خليجية، رافضة التراجع عن خياراتها وسياساتها، والتي كانت مثار غضب الرياض وأبوظبي والمنامة التي بادرت إلى سحب سفرائها من الدوحة، مبديةً استعدادها لتصعيد إجراءاتها ضد قطر في حال لم تتراجع عن نهجها السياسي وترفع يدها عن دعم جماعة الإخوان وتغلق منابر الدعاية لهم والتحريض على خصومهم.
ووصف السفير القطري في واشنطن محمد الكواري مطالب الدول الخليجية الثلاث بأنها "مستحيلة التحقيق"، مؤكداً أن الدوحة لن تغلق قناة (الجزيرة) أو مؤسسة بروكينغزالاميركية للابحاث إرضاء للرياض والمنامة وأبوظبي.
وكان الكواري يتحدّث أمام المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية في واشنطن، قائلا إن منطقة الخليج بحاجة إلى التنوع في الرؤى السياسية "لأن الزمن قد تغير"، مؤكدا أن المطالب التي قدمت لبلاده لإنهاء هذه الأزمة "مستحيلة".
وكرر السفير القطري موقف بلاده القائل بأن موقف دول الخليج من قطر بني على قضايا تحدث خارج أراضي مجلس التعاون.
وكان المراقبون توقعوا تمسك قطر بقناة (الجزيرة) التي رفض مناقشة إغلاقها ولوعلى حساب علاقاتها بمحيطها، على اعتبار أن الجزيرة مثّلت وسيلة الدعاية الأقوى لقطر والتسويق لصورتها باعتبارها قوة فاعلة في الأحداث الإقليمية وحتى الدولية.
وأكد السفير القطري أنه إذا كانت هناك مشاكل مع قناة (الجزيرة) يمكن مناقشة ذلك، ولا يمكننا إغلاق مؤسسة "بروكينغز" أو مؤسسة "راند"، هذا شيء مستحيل، إذا أغلقنا هذه المؤسسات سنخسر مصداقيتنا.
يذكر أن سلطات القطرية لم تتردد من قبل في إغلاق "مركز الدوحة لحرية الإعلام"، وطرد رئيسه الفرنسي روبار مينار بعد أن حرصت على فتحه وتمويله، لأنه عرض بالنقد لقطر.
ورأى مراقبون أن كلام السفير حول عدم دعم إخوان مصر متناقض مع وقائع ملموسة على الأرض تُبين أن دعم الدوحة المالي والسياسي والإعلامي للإخوان قائم منذ سنوات وتضاعف في الفترة الأخيرة مع خسارة الجماعة للساحة المصرية وانسداد آفاق التمويل أمامها بفعل الرقابة على دوائر كانت تدعمها في كثير من البلدان بما فيها بلدان خليجية.
كما أوضح المراقبون أن كلام السفير القطري تضمن انحيازاً لجماعة الإخوان حين أنكر أن إرادة شعبية مصرية جارفة أدت إلى الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، حيث قال "نشعر بالأسف أن الرئيس المصري المنتخب تم إبعاده في انقلاب"، في إشارة الى الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي
كما وجد الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين أن تحذير الكواري من تداعيات ما وصفه بعدم احترام الديمقراطية في المنطقة، مثار سخرية من الدوحة باعتبارها تدافع عن الديمقراطية في الخارج وترفض تطبيقها في الداخل بدليل الحكم على شاعر بخمسة عشر سنة سجناً من أجل أبيات من الشعر حملت نقداً طفيفاً وغير مباشر للقيادة القطرية.