قال الدكتور علي مرعشي رئيس المركز الطبي للحج التابع لجمعية الهلال الأحمر الإيراني، إذا أردنا أن نقول بأن السعوديين لم يخططوا لوقوع فاجعة منى، فيمكننا الجزم بأن سوء الإدارة والتنظيم السعودية هي السبب الرئيسي لفاجعة منى.
وفي لقاء خاص مع قناة العالم ضمن برنامج "من طهران" عرض مساء الأحد 18 تشرين الأول، أوضح مرعشي أن العديد من الحجاج الإيرانيين توفوا بسبب الإهمال السعودي والتأخر في إسعاف المصابين ومنع القوات السعودية لطواقم الإسعاف الإيرانية من التدخل، مضيفاً "على مايبدو الكوادر السعودية لم تكن تمتلك خبرة ادارة الجموع الغفيرة من الحجاج".
ولفت مرعشي إلى أن التقارير تحدثت عن تساقط الحجاج فوق بعضهم وأن البعض علق بين الجثث والبعض الآخر فقد وعيه بسبب درجة الحرارة المرتفعة.
وأضاف: أول أمر يظهر التقصير السعودي في تأمين الحجاج هو عدم إبلاغ مسؤولي غرف المتابعة ونقاط الشرطة عن الازدحام الشديد في شارعي 204 و233، للحيلولة دون تزايد الاعداد أكثر من اللازم والعمل على إرشاد الحجاج إلى الشوارع المجاورة، إضافة إلى أن الحوامات التي كانت تحلق بصورة دائمة كانت قادرة على رصد الواقعة والتحذير منها.
وحول تأخر وصول فرق الإسعاف السعودية قال مرعشي: كوادرنا كانت أولى الفرق الواصلة وسياراتنا نقلت مابين 500 و600 حاجاً إلى مشافي منى، في حين أن الفرق السعودية وصلت بعد حوالي ساعة أو ساعتين لتباشر عملها، منوهاً إلى ضعف الإمكانات في مشافي منى وتلبك الإدارة في استقبال المصابين وترخيصهم.
وبخصوص عدد الضحايا الكبير من الحجاج الإيرانيين أوضح مرعشي أنه في تلك الساعات كانت المواكب الإيرانية في ذروة حضورها كذلك الأمر بالنسبة للمواكب الإفريقية لذا أعداد ضحاياهم كانت مساوية لإيران.
وأشار مرعشي إلى أن تشوه جثث ضحايا الحجاج وعدم مقدرة التعرف عليهم، يعود إلى الإدارة السعودية الخاطئة للجثث، كما أن تجمع الجثث فوق بعضها ساعات طويلة تحت الشمس، هذا الأمر أدى إلى تفسخ بعض الجثث بسرعة أكبر، إضافة إلى أن عدد الضحايا كان أكبر من عدد البرادات في مشافي مكة والطائف وجدة حيث تم حفظ العديد من الجثث في حاويات للتبريد غير مطابقة للمواصفات.
وحول دفن عدد من الحجاج الإيرانيين في السعودية رغم معارضة إيران للأمر بيَن مرعشي أن عدداً من الضحايا الإيرانيين من الذين لم يتم التعرف عليهم دفنوا بالخطأ مع جثث أخرى ولابد من توجه فريق طبي ايراني لمتابعة القضية وتحديد هوياتهم.
وأضاف الطبيب الإيراني أن مسألة إعادة الجثث المدفونة في السعودية إلى ايران مسائل قانونية تتابعها منظمة الحج والزيارة الإيرانية، وطريقة المتابعة ترتبط برغبة عائلة الضحية.
وختم مرعشي قائلاً "مسؤولية تحديد مصير المفقودين تقع بشكل كامل على عاتق السلطات السعودية وأن القانون يجبرها على تحديد مصير المفقودين، فيما إذا كانوا دفنوا في السعودية أو أن أجسادهم نقلت إلى إيران".
الإعلام تايم