الإعلام تايم
شهدت مدينة الموصل العراقية فجر اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين المسلحين المتشددين التابعين لما يعرف باسم (دولة العراق والشام الاسلامية) والقوات العراقية، وذلك بالقرب من محيط قيادة عمليات نينوى ومقر المحافظة، مع ورود أخبار عن سيطرة المسلحين على المبنى وانتشارهم في الساحلين الايمن والايسر من مدينة الموصل.
وبحسب شهود عيان فإن انتشار المسلحين جاء بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الامنية في مختلف مناطق المدينة، لاسيما المناطق المحيطة بمبنى المحافظة، وقد سيطروا كذلك على مطار الموصل وعلى مبنى قناتي سما الموصل ونينوى الغد.
كما حذر مسؤول أمني كبير من مركز عمليات نينوى أنه بدون تدخل عاجل من المزيد من قوات الدعم فإن الموصل قد تسقط في أيديهم في غضون أيام، وأضاف أن مسلحي "داعش" على بعد 3 كيلومترات فقط من معسكر الغزلاني العسكري.
من جهتها أفادت الشرطة ومسؤولون محليون أن المتشددين يستخدمون روافع لإقامة أسوار للحماية وإغلاق الطرق لمنع الجيش من استعادة السيطرة على الموصل، في حين قال نائب وزير الهجرة والمهجرين العراقي أن القتال أجبر بالفعل أكثر من 4800 عائلة على الفرار من ديارهم والذهاب إلى مناطق اخرى في المحافظة أو خارجها.
يشار إلى أنه وفي وقت سابق طالب ائمة وخطباء محافظة نينوى يوم الأحد الماضي، الأهالي بحمل السلاح ومساندة الأجهزة الأمنية لقتال تنظيمات "داعش" التي تنتشر في مناطق عدة من مدينة الموصل منذ السادس من حزيران/ يونيو الجاري.
وجاء في البيان الذي صدر عن ائمة وخطباء نينوى، إنه "يجب على كل من يستطيع حمل السلاح مقاتلة تنظيمات داعش ومساندة الاجهزة الامنية للحفاظ على سلامة مدينتهم وحماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم ومساندة الاجهزة الامنية لطرد تلك العصابات التي تحاول تدمير المدينة".
يشار الى أن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، تشهد منذ، فجر يوم الجمعة 6 حزيران 2014، اشتباكات عنيفة بين عناصر ينتمون لتنظيم "داعش"، الذين انتشروا في مناطق غربي المدينة، وبين القوات الأمنية، سقط في إثرها عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، كما ادت تلك الاشتباكات الى نزوح جماعي لاهالي المدينة لمناطق اكثر امنا خارج المحافظة وداخلها.
وفي سياق متصل أكد رئيس الوزراء نوري المالكي يوم أمس الاثنين، أن الباب مفتوح أمام كل من يرغب بمقارعة الإرهاب وتجاوز الخلافات مهما كان موقفه السياسي، داعياً إلى تضافر الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وتضييق الخناق عليه.
وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه عقب لقائه ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف إن "العراق يخوض معركة حقيقية ضد الإرهاب"، مشيراً الى أن "مؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار سيعمل على لم الشمل وتوحيد الجهود الرامية لدحر الإرهاب".
ودعا المالكي الى "تجاوز الخلافات الجانبية بين الأهالي من أجل رص الصفوف"، معتبراً مؤتمر الأنبار المقرر عقده منتصف حزيران الجاري "فرصة لتحقيق ذلك".