أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم السبت 17 تشرين الأول، خلال كلمة له في إحياء الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء بالضاحية الجنوبية أنه "في السنوات الأخيرة حصل تركيز على الحرب الناعمة بسبب تطور وسائل الإتصال الذي أعطى فرصة لهذه الهجمة أكثر من أي وقت مضى".
وقال نصر الله أن "هذه الحرب الناعمة تعمل على مراحل متعددة في ما يتعلق بالمسؤولية العامة أو الأوضاع العامة"، موضحاً "في المرحلة الأولى، تم العمل على الموضوع الجغرافي، من خلال القول إن على اللبناني مثلا تحمل مسؤولية بلاده، وأن لا يتدخل في أمور باقي الدول الأخرى".
وأضاف: "هذه المرحلة نجحت على الصعيدين العربي والإسلامي بنسبة كبيرة، وساعد في هذا المجال الصعوبات والإحباطات والنقص والإحساس بعدم القدرة على الإنجاز والإنتصار، وهكذا أصبح كل بلد وكل شعب يفكر بنفسه فقط".
وتابع نصر الله: "في المرحلة الثانية، دخلوا إلى كل بلد بعينه وقسّموا الهموم والمسؤوليات، فبعد أن كنا نتحدث عن الهم اللبناني أو الهم الوطني أصبح الحديث عن شأن شيعي ومسيحي ودرزي وسني".
وأوضح: أن "المسؤوليات الوطنية في لبنان قسّموها وقزّموها وبعد الطائفية يتم أخذنا إلى المناطقية، بحيث يقول أهل كل منطقة إن لا علاقة لهم بأهل المناطق الأخرى".
وبيّن أن "أبشع تصوير لهذا المستوى هو الإنحطاط الذي وصلنا اليه في البلاد هو ما وصلت اليه أزمة النفايات، حيث تحولت المطامر إلى مذهبية وطائفية".
وأشار نصرالله إلى أن المرحلة الرابعة هي هدف إبليس وهي حيث يصبح كل هم الفرد في الحرب الناعمة أموره الشخصية وشهواته ومصالحه وأحقاده وما يحب هو لنفسه وما يبغض هو لنفسه وهذه هي الكارثة الكبرى التي من الممكن أن تحل بأي فرد أو أي إنسان.
وقال: "نحن الآن في قلب هذه المعركة وهي من أوضح الواضحات الفكرية والعقلية والدينية، ولكن التغول الإعلامي وقوى الإستكبار وصلت إلى مكان تلعب في عقولنا في البديهيات".
ولفت إلى أن "ما يطرحونه يناقض العقل والفكرة والإنسانية، لأن الإنسان لديه مسؤوليات تجاه الآخرين بغض النظر عن لونهم وعقائدهم، هذه المسؤولية تتسع وتضيق لكنها موجودة".
الاعلام تايم