الإعلام تايم
في زيارة مفاجئة إلى السعودية، وبعد 4 أشهر من قطع العلاقات الديبلوماسية بين بلديهما و8 أشهر على آخر زيارة له الى الرياض، أمضى أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني، ساعتين فقط، في قصر ملك بني سعود عبدالله بن عبد العزيز، لبحث الأوضاع في غزة.
وتحدث المتآمران العربيان على دماء الشعب الفلسطيني عن الخلاف حول مبادرة أي طرف يجب أن تطبق لوقف العدوان على غزة ، ملك السعودية صب جام غضبه على أمير المشيخة القطرية التي تؤوي قادة "حماس"، وذلك بسبب رفض الأخيرة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، والذي وافقت عليه السعودية، بعد موافقة كيان الاحتلال الصهيوني.
وقالت مصادر سعودية إن الملك عبدالله طلب من الأمير تميم أن تظل قطر بعيداً عن موضوع التهدئة في غزة، وأن تترك المهمة إلى القيادة المصرية التي سبق أن قدمت مبادرة للتهدئة تبناها مجلس الأمن.
وتتهم جهات مصرية قطر بأنها شجعت حماس على رفض خطة وقف إطلاق النار التي قدمتها القاهرة في الأسبوع الماضي، وأن الموقف القطري ليس نابعاً من وجود ثغرة ما في المبادرة المصرية وإنما من باب منع القاهرة من العودة إلى الواجهة كطرف مؤثر في حل القضايا الإقليمية.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري منذ أسبوع أن قطر وتركيا وكذلك حركة حماس "تحاول إفشال الدور المصري الذي يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة".
قطر نفت وجود أي دوافع خفية لديها وتشير إلى أن واشنطن طلبت منها صراحة التحدث مع حماس، وقال وزير الخارجية خالد العطية يوم الأحد إن دور قطر يتمثل فقط في تسهيل الاتصالات.
لكن مراقبين اعتبروا أن زيارة الشيخ تميم إلى تركيا ولقاءه رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان كان الهدف منهما خلق مبادرة بديلة للمبادرة المصرية، ومحاولة تمريرها عبر حماس التي أبدت رفضاً غريباً لخطة القاهرة لوقف إطلاق النار، مع أن بنود هذه الخطة لا تختلف عن مبادرة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في 2012، والتي قبلت بها حماس وأوقفت بموجبها إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة.
وكانت وسائل إعلام "بني سعود" وصفت الاستقبال بالباهت الذي أظهر الغضب السعودي من قطر التي لم تنجز وعودها بتنفيذ وثيقة الرياض التي وقعت عليها قطر شهر نيسان/أبريل الماضي، لحل النزاع الخليجي.
وتعاني الدوحة منذ سقوط حكم الإخوان من سوء علاقتها بعدد من الدول الخليجية والعربية، لمحاولتها عبر سلاحها الإعلامي نشر الفوضى في عدد من الدول العربية، ودعمها لمكاتب المعارضة ضد بعض الدول في الخليج، وتمويلها لأفراد معارضين في الخارج، بالتحالف مع تركيا.
وذكرت تقارير أن زيارة أمير قطر المفاجئة إلى المملكة تأتي كمحاولة لاتخاذ موقف حاسم بعد أنباء عن الاتجاه إلى "تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي"، بعد شهرين من اجتماعات عديدة احتضنها مقر أمانة مجلس التعاون في الرياض، لتحديد آلية عمل الدوحة باتفاق الرياض.
وسبق أن لوّحت السعودية باتخاذ قائمة من الإجراءات ضد جارتها إذا لم تلتزم بمصالح البيت الخليجي، من بينها إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من قطر وإليها.
السعودية - صحف