دخل الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ العملي مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه طلب من إدارته رسمياً الإعداد لتعليق العقوبات الأميركية على إيران، وإعلان الاتحاد الأوروبي كذلك عن اعتماده الإطار القانوني لرفع كل العقوبات التي يفرضها على ايران طبقاً للاتفاق.
وجاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أن إيران أبلغتها أنها ستطبق البروتوكول الإضافي في معاهدة حظر الانتشار النووي، إحدى مراحل تطبيق الاتفاق التاريخي المبرم في فيينا في 14 تموز، وهو ما يتطابق مع إعلان رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي للتلفزيون الرسمي أن إيران مستعدة للوفاء بالتزاماتها.
وفي مذكرة أصدرها ووجهت إلى المسؤولين المعنيين في إدارته (الخارجية والخزانة والتجارة والطاقة) قال أوباما: "اطلب منكم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتطبيق الالتزامات الأميركية في شأن العقوبات".
ورحب أوباما "بيوم إقرار" الاتفاق النووي، قائلاً: "اليوم يمثل علامة مهمة نحو منع إيران من الحصول على سلاح نووي وضمان أن برنامجها النووي سيمضي على نحو سلمي تماماً".
من جانبه وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في بيان له "إن هذا اليوم مهم لنا جميعاً ومرحلة أولى حاسمة في العملية الهادفة للتأكد من أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بحت".
وفي بيان مشترك صدر عن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأحد أعلنت الوزيرة الأوروبية "أن الاتحاد اعتمد أمس الإطار القانوني لرفع كل عقوباته الاقتصادية والمالية المرتبطة بالملف النووي"، لكنها لفتت إلى أن "هذا الإجراء لن يصبح فاعلاً إلا بعد أن تكون طهران قد التزمت بكل ما هو متوجب عليها".
وفي طهران، قال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير الذي كان يتحدث للصحافيين قبل أن الإعلان الأميركي والأوروبي الرسمي عن بدء رفع العقوبات المفروضة على إيران: " اليوم هو يوم مهم، إذ يدخل الاتفاق النووي فعلياً حيز التنفيذ بعدما تطلب اثني عشر عاماً من المفاوضات مع إيران".
ولفت شتاينماير، وهو أول وزير خارجية ألماني يزور طهران منذ 12 عاماً، إلى أن "العقوبات على إيران ستستمر على الأرجح حتى كانون الثاني المقبل على الأقل"، وطالب الجمهورية الإسلامية بـ "تقديم الأدلة على تنفيذها لشروط للاتفاق قبل رفع العقوبات".
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، حثّ الوزير الألماني إيران على "استخدام نفوذها" من أجل "التحرك باتجاه حل ديبلوماسي للحرب".
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "أن الواقعية تعززت في الغرب"، لافتاً إلى وجود "حلول نستطيع التوافق عليها"، مطالباً في الوقت ذاته بأن "تهدف التدخلات الأجنبية إلى تسوية النزاع، لا إلى فرض وجهات نظرها الخاصة على الشعب السوري".
الإعلام تايم