مع توالي الاعترافات الدولية حول تدفق آلاف المقاتلين المتطرفين الأجانب والمرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي من أنحاء العالم إلى سورية قال مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر إن "نحو 26 ألف مقاتل متطرف" يقاتلون في سورية بينهم حوالي "سبعة آلاف مقاتل أجنبي من نحو 50 دولة بينها دول أوروبية."
ونقلت وكالة (اسوشييتد برس) عن كلابر قوله أمس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي إن "المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة بدأت بإنشاء معسكرات لتدريب مقاتلين بهدف إعادتهم الى بلادهم لشن هجمات ارهابية"، مشيراً إلى أن تلك المجموعات أصبحت تسعى إلى مهاجمة الولايات المتحدة أيضا.ً
في هذه الأثناء كشفت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية أن الولايات المتحدة بدأت فعلاً بإرسال أول دفعة كبيرة من الأسلحة إلى الإرهابيين جنوب سورية ما يشير إلى تصعيد دعمها للمجموعات المسلحة في الوقت الذي يعقد فيه المؤتمر الدولي حول سورية (جنيف2).
وأكدت الصحيفة إن "الولايات المتحدة أرسلت أول شحنة كبيرة من الأسلحة إلى "المعارضة المعتدلة" في جنوب سورية ما يشير إلى دعمها لها."
وكان مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون كشفوا الإثنين الماضي عن أن الكونغرس الأميركي صدق سراً على تمويل شحنات أسلحة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والتي سموها "المعارضة المعتدلة" جنوب سورية عن طريق الأردن حتى نهاية السنة المالية في الولايات المتحدة في 30 أيلول/سبتمبر المقبل عبر بنود سرية داخل تشريع المخصصات الدفاعية وذلك في الوقت الذي تدعى الولايات المتحدة في موقف ازدواجي مفضوح أنها تعمل لإنهاء الأزمة في سورية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "الأسلحة التي تمت الموافقة على شحنها في تصويت سري بالكونغرس الأميركي تشمل الأسلحة الخفيفة من البنادق والذخيرة اضافة إلى بعض الصواريخ المضادة للدبابات."
وكان الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أكد أن قرار الولايات المتحدة الأميركية تسليح المجموعات الإرهابية في سورية هو الهدية التي قدمتها لمؤتمر (جنيف2) لافشاله وأن الطرف الذي يقدم أسلحة إلى المجموعات الإرهابية غير معنى بنجاح هذا المؤتمر.
وقال مساعدان في مجلس الشيوخ الأميركي في حديث لصحيفة (ديلي تلغراف) إن "القرار الذي ينص على التامين المباشر للأسلحة إلى المسلحين في سورية حتى فصل الخريف اتخذ سراً من قبل أعضاء لجنتي الاستخبارات في مجلس النواب والشيوخ."
وقالت الصحيفة إن هذا الأمر "يشير إلى أول شحنة كبيرة من الأسلحة قدمتها واشنطن إلى "المجموعات المسلحة" بعد أشهر من التردد."
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما جدد وضعه العراقيل أمام الحل السياسي للأزمة فى سورية رغم زعم إدارته وقوفها إلى جانب هذا الحل، كاشفاً مرة أخرى عن دعم واشنطن للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تسفك دماء السوريين، ومكرراً تقسيمه الإرهابيين إلى "معتدلين وغير معتدلين" حيث قال أوباما في خطابه السنوى حول حالة الاتحاد "سوف ندعم المعارضة التى ترفض برنامج الشبكات الإرهابية" ، متجاهلاً حقيقة أن ما سماه بـ "المعارضة" هو عبارة عن تنظيمات إرهابية تقتل السوريين وتخرب البنية التحتية للدولة السورية.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن سلطات آل سعود وغيرها في الخليج أمنت الأسلحة سابقاً إلى "المجموعات المسلحة" في سورية وأن هذه الشحنة الأخيرة "هي أكبر شحنة يتم ذكرها ودخلت إلى سورية عبر الحدود مع الأردن ما يساعد على تعزيز شن هجمات جديدة من قبل المسلحين."
ونقلت الصحيفة عن دان ليمان وهو عضو ما يسمى "جماعة الدعم السوري" قوله أن "كمية الأسلحة أكبر مما كانت عليه من قبل."
وأكد ليمان أن هذا سيكون له تأثير كبير في شن هجوم ضد الجيش السوري في الأجزاء الجنوبية من البلاد وبضواحي دمشق.
وتحمل موافقة الكونغرس هذه إضافة إلى تواصل تدفق الأسلحة بشكل مضطرد إلى المجموعات الإرهابية في سورية تناقضات لمزاعم الكونغرس السابقة بايقاف شحن الأسلحة والمساعدات الأميركية إلى المسلحين في الصيف الماضي بسبب تحفظات من قبل الكونغرس نفسه الذي زعم أنه لا يرغب بوصول هذه الأسلحة إلى أيدى المجموعات المسلحة المتطرفة.
ويقر مسؤولون أميركيون يؤيدون تزويد الإرهابيين في سورية بالأسلحة أن تقديم الأسلحة لا يرفع آمال الإدارة الأميركية بامكانية تحقيق انتصارات لهؤلاء على الأرض داخل سورية.
والولايات المتحدة التي تزعم أنها تعمل على مكافحة الإرهاب في العالم تقوم بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالأسلحة والدعم المادي والمعنوي واللوجستي لترتكب الجرائم الإرهابية بحق السوريين وتدمر البنى التحتية في سورية.