في استمرار لسيناريو يقوم على أساس بذل الجهود لإنجاح حزب الشعوب الديمقراطي، المقرب من الحرة السياسية الكردية، بالوصول إلى البرلمان ومنع حزب العدالة والتنمية الحاكم من حصة كبيرة من المقاعد النيابية، وبالتالي العمل على كسر أغلبيته، قدم المئات من حزب العدالة استقالاتهم, منضمين إلى حزب الشعوب الديمقراطي.
وبحسب ما، أفادت مصادر تركية فقد قدم مئتان وخمسون عضواً من "العدالة والتنمية"، بينهم قياديون، في محافظة سيئيرت، استقالاتهم, معلنين انضمامهم لحزب الشعوب الديمقراطي.
وتأتي هذه الخطوة بعد الإعلان عن ابتعاد عدد كبير من العشائر الكردية عن تحزبها التقليدي السابق إلى جانب حزب أردوغان.
وتظهر الإحصاءات الأخيرة، أنه في حال نجح حزب الشعوب الديمقراطي بنيل كمية من الأصوات تفوق الـ١٠% فإن حزب أردوغان لن ينجح بأن ينال أكثرية مقاعد المجلس، ففي القانون الانتخابي لتركيا قد تتفاوت نسب المقاعد النيابية عن النسب الفعلية بسبب ما يدعى بـ«الحاجز الانتخابي»، وهو قاعة قانونية تمنع الأحزاب التي لا تحرز ١٠% من الأصوات على الأقل في عموم تركيا من نيل أي مقعد نيابي، وإذا ما كنت قد حصلت في محافظة ما على مقاعد، ولكنها على عموم البلاد لم تحقق ١٠% تحرم من هذه المقاعد، وتحصل عليها أحزاب أخرى.وهكذا إذا فشل حزب الشعوب في اجتياز هذا الحاجز فإن حزب أردوغان سيحصل على الجزء الأكبر من مقاعده, محققاً أغلبية قد لا يستطيع تحقيقها لولا ذلك. وهكذا
ستدخل تركيا عصر التآلفات الانتخابية. وسيكون من الصعب على أردوغان، وربما من شبه المستحيل أن يشكل حكومة ائتلافية مع "الشعب الجمهوري"أو "الشعوب الديمقراطي"، اللذين أعلنا علناً وتعهدا لجمهوريهما أن هدفهما هو "إسقاط أردوغان "وتقديمه للمحاكمة.
ويبقى حزب الحركة القومية، الذي أعلن أنه لن يتحالف مع أردوغان، في إشارة إلى وعوده التي قطعها أردوغان للحزب ولم يف بها, مقابل الحصول على دعمه في عدة ملفات. مما يؤكد أن تركيا على بوابة أزمة سياسية خطيرة.
ومن هذا المنطلق، أطلق الكاتب الأتاتوركي، بكر جوشقون، نداءً قال فيه: "قلبي مع حزب الوطن (أتاتوركي متشدد)، ولكني سأصوت لحزب الشعوب الديمقراطي، وصوت أنت يا جاري لحزب الشعب الجمهوري"، علماً أن الأتاتوركيين ليس من عادتهم التقارب مع القوى السياسية الكردية، ولكن يبدو أن منطق "عدو عدوي صديقي" بدأ يفرض نفسه عليهم.
أردوغان: إذا جلست مع السيسي أكون قد أهنت نفسي؟
على صعيد آخر، جدد رجب طيب أردوغان رئيس النظام التركي، انتقاده لمواقف الدول الأوروبية والغربية من "الانقلاب العسكري في مصر، وقرار إعدام محمد مرسي"، مشدداً على ضرورة أن "تتسق مواقف الدول التي تتشدق بالديمقراطية، ضد ما حدث في مصر، مع مبادئ الديمقراطية التي تنادي بها، لكن مواقف تلك الدول كانت للأسف عبارة عن تصريحات جوفاء لا تعبر عن شيء".
جاء ذلك، في التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي أمس الثلاثاء، خلال مقابلة تلفزيونية أُذيعت مباشرة على قناتين محليتين، والتي أجاب خلالها على أسئلة حول العديد من القضايا المحلية والدولية التي تهم الرأي العام التركي.
وفي رد منه على سؤال حول ما إذا كانت هناك مبادرات دولية بخصوص أحكام الإعدام الصادر بحق "مرسي"، قال اردوغان،:" أنهم يقومون بمبادرات عدة في هذا الصدد مع أصدقاء عمل مقربين، على حد تعبيره".
ووصف أردوغان ازدواجية المواقف الأوروبية حيال ما حدث في مصر بـ"الشيء القبيح"، مضيفاً "وعدم اتخاذهم الموقف اللازمة حيال ذلك، أمر يجعلني أشك في ديمقراطيتهم، فهم لا يتحدثون إلا حينما تطالهم تبعات الأحداث وتداعياتها، لكنهم في مصر لم ينبسوا ببنت شفاة حيال قرارات الإعدام التي صدرت بحق "مرسي" ونحو 100 شخص آخرين، وحيال 4 آلاف شخص يحاكمون الآن، و40 ألف آخرين بالسجون، لا يتحدثون لأن هذا الأمر ليس فيه ما يضرهم".
واستطرد اردوغان قائلاً: “والأكثر غرابة من مواقفهم من الانقلاب، أنهم كانوا يريدونني أن أجلس على طاولة واحدة معه- في إشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي- في الأمم المتحدة، فهل هذا من الممكن أن يحدث؟ لن يحدث لأن هذا بالنسبة لي ذل، فلم أجلس، ولن أجلس غدا، ولن أجلس بعد ذلك. لأنني لو فعلت ذلك أكون قد أهنت نفسي".
مركز الإعلامي الإلكتروني