الإعلام تايم - الوطن العُمانية
ليس مفاجئا أن تفتح عدة جبهات وضد ” داعش ” تحديداً .. جيوش عربية تقاتله في جبهات وعلى اتساعها الذي بات معروفا، كأنما لا ضرورة لابراز أسماء تنظيمات أخرى بعدما تم تجميعها في مكان واحد تقريبا وهو ادلب وفي طليعتها جبهة ” النصرة ” التي تم افولها منذ أن طردها حزب الله من جرود عرسال.
الآن ” داعش”، وجبة على شتى الجبهات، من تلعفر إلى الجرود في لبنان وسورية .. ثم هو ” داعش ” في الرقة ودير الزور، كأنما هنالك من هندس مواقع لتلك التنظيمات حتى تم حصر هذا التنظيم في أهداف منسقة.
المعارك دائرة وباللحم الحي، وبالطبع كله تحت المراقبة من الاميركي والروسي و"الاسرائيلي" والايراني، يشكل كل من هؤلاء شريكا لمن يقاتل على الارض. الاميركي رجل عند ” داعش ” والرجل الأخرى يحاول أن يوحي بأنها ضده .. أما الإيراني والروسي فحليفاهما السوري وحزب الله يخوضان المعركة بعينهما، ويبقى الاسرائيلي المتذمر من هذا الاصطفاف بعدما خسر الرهان على كل التنظيمات وخصوصا ” داعش ” و” النصرة ” في تأمين قبضة له على اللعبة التي دائما تمناها مدة لاتنتهي، واذا ما قيل ان الحرب سوف تنتهي في سوريا، فهو يبدو كالمذعور الخائف المنكب على ذات قلقه من أن يخسر دورا ومصيرا كم تمناه منذ أن كان له كيانه الوهمي.
لاشك أن الجبهات المفتوحة وفي وقت واحد لافتة التوقيت، لكنها في كل الأحوال كما يسميها الإسرائيلي استعراض قوة .. هو يراها موجهة ضده، فبعد أن أصر الرئيس الأسد في خطابه الأخير أن "إسرائيل" هي العدو التاريخي، والسيد نصرالله لا يتوقف عن التهديد والوعيد، فان هذا الاستعراض رسائل موجهة إليه ومنه إلى الأميركي الذي أصيب بسكتة غريبة سواء في جنوب سورية او عند معبر التنف.
هنالك مثل يقول اضرب في مكان أما المقصود من هذه الضربة فهو مكان آخر الآمر المهم الذي يجب الاشارة اليه ان عقل الجيوش التي تقاتل أصبح مقاومة، وحتى الجيش اللبناني فإن قواعده القتالية لاتختلف كثيراً عن أسلوب حزب الله .. الميدان يفرض شروطه.
المهم الآن أن ” داعش ” يندحر دفعة واحدة من أماكن تسبق اندحاره من اماكن اخرى، لأن العين الآن على دير الزور، ومن ثم الرقة .. وعندما يتم الانتهاء من هذا التنظيم الإرهابي، سيكون هنالك موعد للجيش العربي السوري مع ادلب بكل الفصائل التي تم تحويها، والتي من المؤكد أن بعضها سوف يسلم على الفور للدولة السورية وكفى شر القتال.
صحيح أن خطاب الرئيس الأسد فيه نكهة النصر، لكنه أكد أن النصر لم يتحقق بعد، فللنصر عوامله الظاهرة التي مازالت غير متوفرة حتى الآن.. خصوصاً وأن أمام الجيش العربي السوري معارك باتت معروفة، وامام العراقيين أيضاً، هذا إذا سلمنا بأن أحجام القوى الإرهابية ستظل على حالها ولم يطرأ أي تعديل جديد عليها كمثل ادخال قوى أخرى أو بروز تطورات مفاجئة قد تغير الأحداث باتجاهها.
العالم الى جانب كل من يقتل ” داعش “، لكن المؤسف أنه لم يبادر بعد إلى النطق بالحقيقة تجاه سوريا إلا بعض القليل منه. فما نفع دول مازالت تدعم الإرهاب، ومازال الإرهاب يقتل فيها.