الاعلام تايم _ الديار
هاجسنا الاستراتيجي أن نكون "الحرملك" في حضرة ذلك الرجل الذي يجر الكرة الارضية الى.... الجحيم.
لا تتوقعوا أي تسوية لأي أزمة، ولا تتوقعوا أي لحظة ديبلوماسية في عهد دونالد ترامب. المعلقون الاميركيون يحتارون ما اذا كان نيرون العصر (وليست روما وحدها التي تحترق)، أو كاليغولا أو دونكيشوت الذي بدل أن يحارب طواحين الهواء يطلق العنان لطواحين النار..
المشكلة ليست في نظرته الى ايران، ولا الى سورية، ولا الى كوبا، بل في الافاعي التي تلعب في رأسه. إنه ميدوزا العصر، ويفترض أن نحجز منذ الآن مقاعد "لائقة" في الجحيم...
الذي راهنوا على الثأر من باراك أوباما لأنه لم يتقمص دور الاله الوثني الذي يضرم الحرائق حتى في ثياب الملائكة، لسوف يكتشفون أنهم راهنوا على رجل يفتقد الحد الادنى من المناقبية (والرؤية) السياسية، وأن فلسفته الشخصية هي أنهار الدم مقابل أنهار الذهب...
لأشقائنا العرب نقول هذا رجل لا يعنيه أن ينقذ المملكة العربية السعودية من التلاشي في تضاريس اليمن، ولا أن يحول دون العراق والتحول الى شظايا مذهبية واتنية، ولا أن يساعد على انتشال سورية من الهاوية...
خلافاً لذلك هو رجل الحرائق، ورجل الوحول، ورجل الفضائح الذي يمارس اللعبة الاستراتيجية بأسلوب بائعات الهوى...
الاميركيون هم الذين يتحدثون عن البشاعة، وعن الهمجية، وعن الانتهازية، في شخصية دونالد ترامب الذي لا يتقن حتى المراوغة. ها هو يوقف التطبيع مع كوبا. التطبيع الذي أطلقه اوباما فهلل له العالم، وها هو يهدد بإلغاء الاتفاق النووي الذي، بالرغم من كل شيء، أراح الشرق الاوسط من "الليلة النووية" التي تعني نهاية المنطقة وربما نهاية العالم...
اوباما لم يوقع الاتفاق إعجاباً بالحضارة الفارسية التي تغنى بها وإنما لأنه كان يعلم أن الشرق الاوسط ينحدر بإيقاع هائل نحو الانفجار..
لماذا العودة الى سياسة الحصار على هافانا؟ هل من أجل الديمقراطية، أو العدالةِ أو الحرية، في ذلك البلد الرائع الذي قال بابلو نيرودا فيه "حيث الموسيقى هي دقات القلب".
عازف الكمنجة على الرصيف يجعلك تذهب، وتذهب، الى أقاصي الروح...
لن يكون أمامنا يوم هادئ. الافعى تحت القبعة. لا نستبعد أبداً أن يدفعنا، نحن حمقى هذا القرن، الى حرب لا تبقى ولا تذر...
هناك في "الشرق الاوسط الكبير" من هو مستعد للذهاب مع دونالد ترامب الى النهاية. أي حاكم عربي يشبه انغيلا ميركل التي تسأل عن المسافة بين أصابعه والازرار النووية...
الاوروبيون خائفون من جنونه. كبار المعلقين يقولون إن القارة العجوز تواجه الآن وضعاً معقداً لم تشهد مثيلاً له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي التعليقات كلام يتقاطع مع الكلام الصيني حول ادولف هتلر الاميركي الذي يضع حتى بلاده، وللمرة الاولى في تاريخها، أمام "خيارات جهنمية".
من ينصح الاشقاء السعوديين بعدم الرهان عليه اذا كانوا يعتبرون أن رجلاً مثله على علاقة ما بالقيم، ومن ينصح الأشقاء القطريين بألا يربطوا مصيرهم بشفتي كاليغولا الذي عيّن حصانه كاهنا قبل أن يعينه وزيراً؟...
غير مسموح للسعوديين أن يلعبوا جيوسياسياً الا في إطار الاجندة الاميركية، وليس مسموحاً للقطريين أن يذهبوا الى أبعد مما ذهبوا..
الآن، كلكم ضحايا. الصراع بين العرب والعرب هو السقوط في جاذبية الحطام، والصراع بين العرب وايران هو استنزاف قاتل للجانبين...
من يأمن للميدوزا؟!