كتب د. بسام أبو عبد الله مقالاً في صحيفة الوطن السورية تحت عنوان " أردوغان في السعودية، وقوى وطنية تركية في دمشق...صراع المشاريع في أنقرة!!!" أكد فيه على أن تركيا تشهد صراع المشاريع ما بين مشروع مذهبي- عفن طائفي، وما بين مشروع يريد إنقاذ تركيا التي أصبحت في وضع يشبه شفير الهاوية.
وقال الكاتب : قد تكون المصادفة لعبت دوراً في تقديم المشهد التركي بتناقضاته الصارخة من خلال حدثين، الأول: زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية والاستقبال الحافل له ، الثاني: زيارة وفد تركي سياسي، وبرلماني، واقتصادي إلى دمشق، ولقاؤه الرئيس بشار الأسد، ومسؤولين سوريين سياسيين آخرين.
ويرى الكاتب ان ساحة أردوغان بدأت تشهد انقسامات، وتشققات، وصعوبات جمة، وهو ما يبدو واضحاً في اعتراف أردوغان بأنه (معزول)، وفي احتدام الصراع داخل تركيا نفسها، الذي يتمثل في الآتي:
- ظهور انقسامات واضحة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم- يتمثل في إخراج عبد الله غل (الرئيس السابق)، وهو رفيق درب أردوغان، وظهور عمليات شد وجذب مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، واستقالة حقان فيدان كاتم أسرار أردوغان- ومدير المخابرات التركية.
- الصراع الشرس بين واجهة السي آي إيه- والموساد (فتح الله غولن) ورجب طيب أردوغان، والذي أدى إلى قيام أردوغان باستهداف كل الموالين لـ(غولن) في أجهزة الدولة وهو ما تشير إلى وجود رغبة أمريكية في الإطاحة بأردوغان.
- ظهور تيار داخل الحزب الحاكم ينتقد السياسة الخارجية التركية، وكذلك الداخلية
- الأكثر خطورة هو تسريب جزء من الاتفاق الذي تم بين حزب أردوغان وحزب العمال الكردستاني حول إيجاد حل للمسألة الكردية، مقابل دعم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي (HDP) وتحالفه مع أردوغان في انتخابات حزيران 2015.
ويوضح الكاتب أن مقابل ساحة أردوغان، وميدانه، يظهر ميدان تركي آخر عكس وجهة نظره في دمشق، خلال زيارة الوفد السياسي، والبرلماني الأخيرة وتتمثل وجهة النظر هذه في الآتي:
- يعتبر هؤلاء أن أردوغان وحزبه مجرد موظفين لدى مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأنهم لا يهتمون بمستقبل تركيا، ويسعون لتقسيمها وإضعافها.
- من الواضح أن هناك قلقاً لدى أوساط تركية عديدة، وواسعة من انتشار الإرهاب.
الشهور القادمة حساسة- وتركيا تشهد صراع المشاريع ما بين مشروع مذهبي- عفن طائفي، وما بين مشروع يريد إنقاذ تركيا التي وصف الكثير من أعضاء الوفد أنها في وضع يشبه شفير الهاوية.
وهنا تبدو دمشق مهمة لأنها دائماً وعبر التاريخ كانت تمثل الجسر للعودة إلى الطريق المستقيم.
د. بسام أبو عبد الله