الإعلام تايم - الديار
اعتبرت أوساط سياسية أن الرياض تدرك فقدانها لأي قدرة في التأثير على المعادلات السياسية اللبنانية ذات البعد الاستراتيجي، مثلما تدرك خسارتها للحرب في سورية والعراق و اليمن و خسارة كل رهاناتها على الولايات المتحدة الأميركية في ما يخص الحرب على سورية والعراق وباتت عاجزة على ضخ الأموال لأدواتها في المنطقة و لاسيما في لبنان. فاستعاضت عن هذا العجز بتحويل وزيرها السبهان محملاً بالتصريحات المليئة بالتحريض الطائفي والمذهبي بعدما أفرغ الرئيس الأميركي خزائن المملكة ومدخراتها المالية.
على ضوء ذلك وضعت الأوساط السياسية في 8 آذار تغريدات الوزير السعودي تامر السبهان في إطار التحريض المذهبي من أجل تأجيج الساحة اللبنانية، واعتبرتها أي الأوساط السياسية تدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية الداخلية مستغربة عدم رد أي من الدوائر الرسمية المعنية على السبهان واتخاذ تدابير بحقه أقلها عدم السماح له بدخول الأراضي اللبنانية مجدداً. لأن حزب الله سحق شياطين الإرهاب ولن يرد على هذه التصريحات التي تصدر عن موظف في الديوان الملكي والرد سيكون في الميادين للقضاء على دولة الخرافة التي جرى تجهيز أدواتها في أكبر معمل لصناعة التوحش في غوانتانامو وأبو غريب كما يجري الآن إعادة تصنيع بعضها في السجون البريطانية ونقل التحالف الأميركي للعديد من قادة داعش من مناطق دير الزور والرقة لاستخدامها واستثمارها في شرق آسيا انطلاقاً من (البورما) والسبهان يعمل على تمويل عمليات التصنيع و الانتقال، وهذا ما يبرر صمت السعودية عن المجازر التي ترتكب بحق الأقلية المسلمة هناك. حسب الأوساط السياسية في 8 آذار.
ورأت الأوساط في 8 آذار السياسية أن تغريدات السبهان لم تأت بأي جديد سوى عملية الإحراج التي تسببها لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي يسعى لتدعيم ركائز حكومته التي تواجه مخاطر السقوط، في وقت يبدي الحريري مرونة سياسية وتنازلات في أكثر من مكان ليحافظ على حكومة شكلت وتشكل له متنفساً بعد خسارات مالية واقتصادية ضخمة.
من جهة أخرى دعت الأوساط السياسية إلى عدم الرهان على إقامة علاقات حسن الجوار بين الرياض والجمهورية الإسلامية في إيران لأن الإدارة الأميركية لن تسمح للسعودية باتخاذ أي خطوة بهذا الشأن وزيارة الوفد الدبلوماسي السعودي إلى طهران هي زيارة تفقدية وتقنية لسفارة وقنصلية السعودية هناك، لا أكثر ولا أقل. لأن الإدارة الأميركية تريد أن تبقي مستوى التحريض الطائفي والمذهبي عالياً بين البلدين لأن انعكاساته تبقي المنطقة في حالة نزاع دائم.
وختمت الأوساط السياسية مذكّرة السبهان أن عملية تفجير البرجين التجاريين في نيويورك في 11 أيلول 2001 شارك فيها ثمانية عشر سعودياً كانوا قد تخرجوا وعلى رأسهم أسامة بن لادن ناهيك عن مئات العمليات الإرهابية التي نفذت في العالم الذي بات يدرك بوضوح أن الإرهاب معروف منبته وتجري مقاضاة السعودية من خلال القانون الذي أقره الكونغرس الأميركي وسمي بـ (جاستا) ولكن وفق التوقيت الأميركي.