الإعلام تايم - الديار
لا خفايا هناك الحدود تهاوت بين الكعبة وهيكل سليمان. لكأن افيغدور ليبرمان، الآتي من مواخير البلطيق، ارتدى وجه محيي الدين بن عربي...
أمراء ووزراء وسياسيون ورجال أعمال عرب في المنتجعات الاسرائيلية، اكتشفوا أن اليهود فلسطينيون أيضاً، وأن التعايش مع الاسرائيليين يعني التعايش مع القرن..
هؤلاء لا يقصدون المختبرات التكنولوجية، ولا يحلون ضيوفاً على معاهد البحث. إنهم رواد الملاهي الليلية. فاتنات من أصقاع الدنيا يظهرون للعرب أن شهرزاد لا تزال هناك، وأن أألف ليلة وليلة لم تقفل أبوابها...
هذا حديث الناس في مدن عربية. لا جدران سيكولوجية (أو فرويدية) بيننا وبين اسرائيل التي وقفت الى جانبنا في الأيام الصعبة. لجان ارتباط وغرف عمليات مشتركة، ومستشارون حتى داخل بعض القصور، ودون أن يبقى سراً أن عقوداً بمليارات الدولارات عقدت لشراء المنظومات الاسرائيلية الخاصة بالدفاع الصاروخي.
ما يتناهى الينا من مصادر لا يرقى اليها الشك أن الخطوة التالية قد تكون نقل جامعة الدول العربية من القاهرة الى أورشليم، وبعدما اقتنعت أنظمة عربية بأن التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل هو من يحمي هذه الأنظمة.
اليهود، أبناء عمومتنا، عضدنا. هكذا يقول العرب الذين أخذوا علماً بأن القنبلة الاسرائيلية هي "قنبلتكم". الأرض لم تعد ذات معنى. باستطاعة الفلسطيني أن يعيش في كوبنهاغن أو على ضفاف الدانوب الأزرق في فيينا (ممَّ يشكو مخيم اليرموك أو مخيم عين الحلوة؟)...
ثم ـ يا جماعة ـ الفلسطينيون يخوضون حرباً أهلية في ما بينهم وهم في حالة ما قبل الدولة، وما قبل السلطة، فكيف الحال اذا ما قامت الدولة وقامت السلطة، الا يمزقون بعضهم البعض؟
لا تنسوا أن أحد المشايخ أفتى بأن الله يعشق بني اسرائيل مهما فعلوا به أو بعباده. تريدون الدليل؟ اليست أميركا النسخة المعاصرة على الله، وهي العاشقة الكبرى لاسرائيل.
آخر ما يتناهى الى مراجع لبنانية واقليمية ان دولاً عربية ابلغت دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو انها جاهزة في كل لحظة لإبرام معاهدة مع اسرائيل. المشكلة في أن الايرانيين الذين لا دخل لهم بالملف الفلسطيني، جاهزون للتعبئة وللتفجير، ولأغراض جيوسياسية حتماً، اذا ما عقدت المصالحة الكبرى...
الحل كما يطرحه مسؤولون عرب، هو إقدام أميركا التي ضربت افغانستان واحتلتها، وضربت العراق واحتلته، على احتلال ايران. واذا كان الاحتلال مكلفاً فالبديل هو تدمير كل بنى ومؤسسات آيات الله، واحلال نظام بديل بمرجعية أميركية...
الكلام قيل فعلاً. وفي عواصم عربية أحاديث عن أن دونالد ترامب وعد "خيراً".
تذكرون أن ابنته ايفانكا هي التي حثته. على ضرب سورية. الآن، بانتظار أن تقول ايفانكا لأبيها "اضرب ايران". حتى ترامب يتردد. هل يفكر العرب بما سيؤول اليه الوضع داخل كل بلدان المنطقة؟