الاعلام تايم_الديار
"جئت لكم بمئات مليارات الدولارات من الشرق الاوسط. وهذا يعني، jobs، jobs، jobs". اقرأوا بقية الكلام على وجه دونالد ترامب "وليذهب العرب الى الجحيم".
رائع ذلك "المعارض السوري" الذي علّق قائلاً "يبدو أنه لا مكان لنا حتى في حذاء الرئيس الاميركي". نحاول الحد من فظاظة الكلام: أين العرب في رأس دونالد ترامب؟...
الآتي من ليالي لاس فيغاس، وقد سبقناه الى ذلك في ليالي الف ليلة وليلة، ربما لم يقرأ ما قاله مايكل مور "غريب أنه لم يصطحب معه الليدي غاغا الى الشرق الاوسط. ربما كان عاد بتريليون دولار بدل نصف تريليون دولار".
العرب ليسوا، في نظر دونالد ترامب، سوى رعاة للابل، وسوى قطّاع الطرق، وسوى قراصنة الصحارى. وقد يكون تأثر بكلام ريتشارد بيرل حول ثقافة البادية "حيثما تموت الحياة يموت، تلقائياً، الزمن".
المعارض السوري قال "ما يعني هذا الرجل أن نكون الحطام، الحطام الغبي"، يلاحظ "أننا بعنا أنفسنا للشيطان حين وجدنا أنفسنا رواداً لمقاهي الارصفة في اسطنبول قبل أن نستفيق ونكتشف أننا مجرد أكياس بشرية على الارصفة".
يسأل "أين هو رجب طيب اردوغان الآن من الثورة في سورية؟". في رأيه أن هذا هو السلطان العثماني الذي لا يمكن أن يرى فينا سوى الانكشارية بنسختها البدوية، في حين أن المشكلة في الاشقاء العرب الذي حولوا رجال المعارضة الى قهرمانات للبلاط".
هكذا يفترض بـ"الثوار"أن يصفقوا لدونالد ترامب وهو يضرب القاعدة الجوية بالتوما هوك. يحق لصديقنا جمال سليمان بالأحاسيس المرهفة أن يشعر بالعار لأن زملاء له فعلوا ذلك. وحين اعترض وصموه بالخيانة، وقالوا إنه "حصان طروادة الذي زرعه النظام في ظهورنا".
قد تكون المأثرة الوحيدة للنظام أنه لم يزحف الى "اورشليم" بل واجهها ولا يزال يواجهها، ولكن هل ثمة من معارضة في الدنيا قامت على التفاهة، والثرثرة، وعلى التبعية والارتزاق، مثل تلك المعارضة التي رأيناها في جنيف واستانا، في اسطنبول والرياض.
الآن، نجوم المعارضة يشتكون من أن الذين لوحوا لهم بأكياس الذهب، وبالمواقع الذهبية، يتعاملون معهم كما الحثالة السياسية. مجرد تماثيل من الشمع، أو من الخشب (اذا ما اخذنا بالاعتبار رياض حجاب) وتدار بالريموت كونترول...
يقال لنا إن النظام، وفي ضوء ما يحققه على الارض، بات يفكر بطريقة أخرى، وإن كانت الحرب تفتك بالقيم بالدرجة الاولى، أي أن يمد يديه الى النخب النظيفة، الراقية، التي لم تتلوث أيديها بالدم، ولم تتلوث ضمائرها بالذهب، من أجل عقد مؤتمر وطني في دمشق. أجل في دمشق، ويبحث فيه مستقبل سورية.
نأمل أن يكون ما نقل الينا دقيقاً. المعارضة تناثرت، ومنذ اللحظة الاولى. ومهما قيل إن النظام لم يسقط بسبب الدعم الايراني والدعم الروسي، فالثابت أنه لو لم يكن هناك الرصيد الشعبي، العابر للطوائف، الخائف على سورية من التقاطع بين لعبة الامم ولعبة القبائل، لما بقي يوماً واحداً على قيد الحياة...
كل الذين آزروا المعارضة (والمعارضات) واستخدموها، إن لمصالهم الجيوسياسية أو لمصالهم القبلية، وأيضاً لمصالهم الانكشارية، يعترفون اليوم بأن رهانهم سقط كلياً، ولم يعد هناك سوى دونالد ترامب، بتلك المواصفات الكاريكاتورية، وبرؤية وحيد القرن، من يأتي اليهم ببعض ما يبتغونه من سورية...
أهل النظام يقولون إنهم ينتظرون اللحظة المناسبة لاستعادة سورية، ولاستعادة السوريين. تعبنا من السراب لكننا لم نتعب من... الامل!