الاعلام تايم_خاص
"عذراً أهلنا في حلب.. تفرّقُ القادة خذلنا وخذلكم".. عن أي قادة يتحدث"المقاتل الباكي"السعودي عبدالله المحيسني قائد مايسمى جيش "الثوار" في حلب، والمرجع الشرعي لكثير من "الثورجية" في سورية الذين جاءت فتاويه على مقاسات معتقداتهم، في إباحة كل المحرمات من قتل وسبي ونكاح ونهب وتسلط.. لم يعد ينفع "نباح" المحسيني وسواه من "الثورجية".. الامر حسم وساعة الصفر ستنطلق بتهليل مآذن وكنائس حلب القديمة، معلنة بداية النصر السوري على الارهاب وانكسار أسطورة شمشون ومسلحيه على أسوار الحمدانيين، متحدية حماة الارهاب وفرسانه الثلاثة في مجلس الامن (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية) الذين امتطوا ظهور خيولهم المبتعثة ليفتحوا الشام ويدخلوا من أبوابها السبعة آمنين مطمئنين عبر بوابة حلب.
لا "إدارة ذاتية".. ولا حقوق إنسان ولا إنسانية مصطنعة ولا اجتماعات رسمية أوغير رسمية ولا حتى مشاورات جانبية بصيغها المختلفة ولا حتى مشاريع قرارات الواحد تلو الآخر في مجلس الامن.. وحده الجيش السوري له الحق الدستوري والقانوني في طرد الارهابيين وإنقاذ السوريين والتمسك بسيادة الدولة السورية على كل شبر من ترابها.. الفيتو الروسي الصيني جاهز لأي استهداف لعمليات الجيش في حلب.. والأبلغ ما أوجزته وزارة الدفاع الروسية كرد على الفرسان الثلاثة "حلب خط أحمر.. في حلب "لكم دينكم ولنا دين".. اذا لم تكن لديكم خطة لمحاربة الارهاب وتخليص المدنيين من تسلط الارهابيين في شرق حلب وغيرها من المناطق السورية فدعونا نكمل عملنا بلا تشويش".
ربما تسمعون غداً عن شارع في باريس أو لندن باسم المحيسني والجولاني رموز "الثورة السورية السلمية"، أو حتى ممكن تبديل تمثال الحرية في نيويورك بصنم لأحد "الثورجيين السوريين السلميين" كـ"القحطاني السعودي أوالبغدادي العراقي أوأبو المغيرة التونسي أوأبو قتادة الليبي"، أو ترشيح أحد الاسماء السابقة أو غيرها من الثوار السوريين "الاوروبيين" السلميين كـ"جون البريطاني وفيليب الالماني" لنيل جائزة "نوبل"للسلام كتقدير لجهود تلك الاسماء في ترسيخ فكرة "تدمير العروبة والاسلام" في أرض الشام، بحجة المطالبة بالديمقراطية وحماية حقوق الانسان.
لا يهمنا ذلك كله، الجيش السوري قالها بالفم الملآن.. لا تراجع عن دحر الارهاب في حلب.. هاهي الأحياء الشرقية تتهاوى الواحد تلو الاخر بيد الجيش.. بسرعة الضوء يسير الجيش متحديا كل ما قاله الناطقون باسم التنظيمات الارهابية عن أن حلب ستكون "مقبرة الغزاة".. وللتنويه وللعقول التي لا تزال تعتبر معارك الجيش السوري هي "غزو".. بالطبع هي "غزو" لاسترداد حقوق السوريين التي استولى عليها "عباد الدولار والسلطة الزائفة" وذوي العقول التي أعماها الفكر التجنيدي العقائدي الوهابي.
لكن ألا يحق لمن يدعي أولئك الثوار تمثيلهم في أقبية الاستخبارات والفنادق التركية والغربية والخليجية أن يسألوا قادة "ثورتهم"، مسلحين كانوا أم سياسيين.. ماذا عن "الطامة" و"الواقعة" و"الزلزلة" و"دابق" و"ملحمة حلب الكبرى والصغرى"التي وعد البغدادي والجولاني والمحيسني، أزلامهم بها في العراق والشام؟.. وماذا عن العروض العسكرية والخرائط والمخططات التي وصلت صورها لقادة "الثورة" المظفرين في حلب وكأنها خطط حربية من الطراز العالي لحرب لا هوادة فيها ولا رحمة؟
وماذا عن نداءات من اتخذ أهالي حلب دروعا بشرية.. وقد ملّ من استغاثاته "واكيري واردوغاناه واولانداه ولندناه ونتينياهوناه"، غافلا أو قاصداً تجاهل عباءة تفيأ في ظلها زمنا، لعلمه بأن أصحابها "سليماناه وحمداه" قد أصبحا "لا حول لهم ولا قوة" فيصرخ بـ"جهادييه".. " أجبنتم عن لقاء الله؟ أما تحبون لقاء الحور العين؟...يا أخوتي أحذركم من غضب الله إن ركنتم الى هذه الحياة الدنيا الفانية وكرهتم لقاء الله عز وجل".. ومن الجيش السوري جاء الرد المزلزل .. "تمردوا على الله فأتاهم ما أتاهم.. حلموا بالحور العين في السماء فأرسلت لهم أبابيلها.. توقعوا أن "يؤيدهم الله بجنود لم يروها"، فجاءهم جنود الجيش العربي السوري ليقضوا على أحلامهم..
قادة"الثورة" المذكورين سابقا، وعدوا السوريين وقبلهم سادة الممالك والمشيخات الخليجية بـ"فتح قريب" ونسوا أن "النصر من عند الله يؤتيه من يشاء".. وأن "الحق سيعود لأصحابه مهما لطمت عارضيه قبضة المغتصب".. وظفوا الدين لإقناع الناس بـ"سفر" عراب "ثوراتهم" اليهودي برنارد هنري ليفي وما أجلّها من ثورة يقود ذلك العراب قادة قطيعها في شمال سورية، وفق صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدمون لهم "إلهامات" جون ماكين "المقدسة"مع كل وجبة طعام، ونبوءات روبرت فورد الذي أعطاهم البشارة قبل كل "المتمردين"، وقد اقتنعوا، أما الآن بعدما انتفض من انتفض ونفذ صبره، وبدأ بتطبيق مقولة "المجد لو ألف سفرا عن مفاخره لراح يكتب في عنوانه حلبا".. لم يعد باليد حيلة، اختفى أولئك القادة وعرابوهم من ساحات القتال بعدما هللوا لجيوشهم الجرارة التي ستفتح الشام قبل حلب.. مبررين فرارهم بـ"غضب رباني" مزعوم..
استعادة حلب لا تعني، في أي حال، أن لعبة الامم انتهت.. ولكن على مدّعي حماية حقوق الانسان السوري قبل غيره، و حملة راية"الجهاد" على الارهاب عبر تحالفات زيفها مكشوف، أن يطرقوا باب الدولة السورية والعنوان معروف للجميع، أو أن يتحملوا اللعنات والكوابيس الحلبية.. لأن "حلب ستبقى للوارد جنة عدن و للغادرين نار سعير".. وستبقى "شمس معارف تصوغ للدهر الخلود إذا انطوى".. الخيار لهم.