الاعلام تايم _ د. خيرية أحمد
هل صادفت يوما ورأيت خلية نحل؟ هل لفت انتباهك النظام داخل الخلية؟
السر هو أن كل نحلة داخل الخلية بدأت بنفسها من أجل إكمال الخلية، ونحن بحاجة دائما إلى المبادرة والتنظيم في حياتنا لمجتمع سليم ومتقدم ومتكامل ومكتمل بشكل عام، وفي ظل الظروف الراهنة ومع انتشار فيروس كورونا لا بد من البدء بالنفس بممارسة العادات السلوكية السليمة والأخلاقية والالتزام بها للحفاظ على ذواتنا ومجتمعنا وبيئتنا.
المبدأ هنا هو أن نبدأ بأنفسنا لنحصل على التغيير الإيجابي، والذي سيلاحظه الاخرين وسيقلدونه ويحاكونه وسيضمن لهم الصحة والعافية والاستمرارية، وبها يكون الفرد القدوة الحسنة فهو يدرك قبل الآخرين أن صلاح مجتمعه وتطوره يبدأ بإصلاح النفس البشرية, فإذا أراد أحدهم إصلاح بيئته الذي ينتمي إليها, سواء كانت أسرة أو مجتمعاً أو وطناً, فيجب به أن يبدأ بنفسه ويصوب أخطائه ويُهذَّبُ نفسه ويسوي اعوجاجه قبل أن يبدأ يشتكي من فساد الآخرين... فالمبادرة والالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا تبدأ من النفس التي بها يصلح المجتمع ويصبح كل متكامل.
فحسُّ المبادرة أكبر محرّك للتغيير والتطوير والتحسين في المجتمع، لأنه يمثل القدرة على رؤية الأمور التي تحتاج إلى إصلاح أو تطوير، واتخاذ القرار بفعل ذلك دون انتظار إذن أو أمر من أحد. إنّها القدرة على السير خطوة إضافية، وبذل جهد إضافي للقيام بالأعمال الخارجة عن دائرة مهامّك الاعتيادية.
لا تنتظر أن يطلب منك أحدهم القيام بمهمّة ما، بل خذ زمام المبادرة وأنجز المهام من تلقاء نفسك، ابدأ بخطوات بسيطة ولا تستخفّ بها مهما كانت، فمع مبادرتك والتزامك تصبح قدوة لغيرك وتحدث التغيير المطلوب وتزرع سلوكيات صحية وثقافة تعبر عن مدى وعيك ووعي المجتمع الذي تنتمي فيه، فبصلاحك يصلح المجتمع ويتعافى، لأننا كل متكامل فلا مجتمع بدون فرد ولا فرد بدون مجتمع.