الاعلام تايم _ د. خيرية أحمد
"لدينا القدرة على التفكير في شخص آخر؛ نضع أنفسنا في حالته ونصبح الشخص ذاته معه إلى حد ما، ومن ثم نشكّل فكرة عن أحاسيسه، وحتى نشعر بشيء ليس مختلفا عنه رغم ضعف هذا الشعور"، جملة للفيلسوف آدم سميث تحمل العديد من المشاعر والاحاسيس والإدراك والانتباه والفهم بقراءة مشاعر الآخرين من خلال تصرفاتهم وتعابير وجوههم وإشعارهم بذلك؛ والنطق بالعبارات الإيجابية والفهم الكبير للمشاعر واحترامها وعدم إدانتها أو الاعتراض عليها، فجميعها تعبر عن التعاطف مع الآخرين ذلك الشعور النبيل والإحساس القوي القادر على تقوية علاقة المرء بالآخرين أي المساندة المعنوية والمادية، والتفاعل الإيجابي والرحمة بالآخرين.
صور وأشكال مختلفة نراها ونسمعها في وقتنا الحالي تُظهر كم "التنمر" البعيد كل البعد عن مدى التفكير المنطقي والاستيعاب لما يجري ويحدث، وعن الإنسانية التي تحمل في طياتها العطف والتعاطف الذي به نكون قادرين على حل الصراعات والخلافات دون خسارة، بعيش آلام الغير والاحساس بمعاناتهم.
أن تتعاطف مع الآخر هو أن تضع نفسك مكانه وأن تعامل الآخرين كما تحب أن تُعامَل، حتى تكون لك مصداقية الموقف وكأن المعاناة المشتركة، فتتحرك مشاعرك وعواطفك لتقديم الدعم والمساعدة لتخفيف أو وقف هذه المعاناة، فقوة التعاطف تقوم على التعاطف الوجداني التام مع الآخر، والإحساس به والتعرف على ما يشعر به عن قرب وتفهم ما يمر به خلال تلك المرحلة من حياته، وهو أكثر من مجرد المشاركة الوجدانية الداخلية فقط عند تعرض الآخر لمشكلة ما.. وهو يعتمد كذلك على القدرة على الإصغاء والاستماع بصدق لما يشعر به الآخرون للتعرف على أفكارهم ومعاناتهم أولا، ثم التعرف على احتياجاتهم ثانيا.
"أنا معك" عبارة جلية عن توظيف التعاطف الذي هو شكل من أشكال الذكاء الاجتماعي والعطاء الإنساني المجسد بمشاركة مشاعر التراحم والود والإحسان. هذا الإحساس الخَير والإيجابي يتيح للمرء أن يكون في وئام مع الآخرين وفي سلام مع نفسه.
فالتعاطف تشمل ثماره الفرد والمجتمع، والذي يحمل رصيدا كبيرا من التعاطف يعزز إحساس الرضا الداخلي والطمأنينة لديه. بالإضافة إلى نشر علاقات الإيثار والتراحم لأن جو من المحبة والاحترام والفضيلة يعم بين أفراد المجتمع، وهو ضرورة لبناء نسيج اجتماعي متعاون متآزر من خلال مساعدة كل من هو في حاجة إلى العون والدعم.