الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد
"حافظ على البيئة، تحافظ عليك" عبارة تحمل في طياتها الكثير والكثير من الثقافة والسلوكيات الحضارية والوعي والنضج والالتزام والتنشئة الاجتماعية السليمة التي عندها يبدأ كل شيء الأمان والصحة والحاضر والمستقبل الذي بات التخطيط له بكل المجالات أمر لا بد منه مع الأخذ بعين الاعتبار جميع المخاطر التي نتعرض لها من جائحة كورونا وغيرها من الأمراض.
مع ذاك الذي يلقي الأوساخ من نافذة السيارة، وذاك الذي يرميها من شرفة المنزل وبجانب الطريق وفي كل مكان طاب له، تنتشر ثقافة اللامبالاة بين افراد المجتمع، وتظهر السلوكيات الخاطئة بمظهر لا يليق بالبلد الذي هو فيه، وتسرع في انتشار الأمراض ونقل العدوى بين الناس، فالحفاظ على البيئة أمر كينوني تدركه الفطرة الإنسانية السليمة وتعززه العوامل المكتسبة من عادات وقيم يكتسبها الفرد من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والبيئة المحيطة به.
السلوكيات الصحيحة تبدأ بالحفاظ على النظافة، التي تعكس صورة الشخص وبلده فمن العلامات الفارقة على احترام المواطن للبلد وبيئته واحترامه لنفسه وللقانون هو اتباع تعاليم السلطات المحلية التي تنظر إلى المصلحة العامة وسلامة البيئة، فالمواطنة الصالحة تبدأ من الذات وتتمظهر في الخارج عبر اتباع النظم والتعاليم والوصايا الموضوعة التي تصالح عليها المجتمع عبر مؤسساته المختلفة ذات الشأن، ولهذا عندما وضعت السلطة المحلية مجموعة حاويات وعلّمتها بعلامات تشير إلى نوع النفاية المطلوب وضعها فيه أو عبر حاويات ملونة يشير كل لون إلى نوع النفاية والزبالة، يفترض حينئذ إتباع التعاليم ووضع النفايات في موضعها.
النظافة سلوك حضاري والإنسان النظيف سفير لنفسه وللمكان الذي خرج منه وترعرع فيه. ونظافة المكان الذي نرتاده هو من سماتنا الطيبة التي تنبع عن أخلاق تخلّقنا بها وبمبادئ تربينا عليها، لذا عندما نتواجد في أي مكان، ومثلما نحب أن يكون المكان نظيفاً يجب علينا أن نتركه بمثل ما كان وأفضل، فاتركوا أثراً جميلاً بعد أن تقضوا تلك اللحظات الجميلة مستمتعين بالجو والمنظر البديع، وكفانا عدم الحس بالمسؤولية وعدم الاستدراك ما ينتج عنه من ضرر، فلا بد من التوعية بين أفراد المجتمع.