ليس جديداً على الرئيس بشار الأسد رفض لقاءات وضغوطات يرى أنها لا تسير في طريق صالح الشعب السوري، وعلى هذا فإن تقرير وكالة رويترز العالمية، الذي قالت فيه إن الرئيس الأسد يقاوم ضغوطاً لعقد لقاء قمة يجمعه بأردوغان في موسكو في المُستقبل المنظور، لم يكن مفاجئاً.
ويقول عبد الباري عطوان في مقالة نشرته صحيفة رأي اليوم إن الرئيس الأسد محق في هذا الرفض ومقاومة الضغوط، فالخِلاف مع أردوغان ليس خلافاً ثانوياً، بل أكبر من ذلك بكثير وأعمق، ولا يُمكن تسويته على طريقة "عفا الله عمّا سلف".
وقال عطوان: كم كان الرئيس أردوغان مخطئاً عندما اعتقد أن الرئيس السوري "سيهرول" إلى موسكو للمشاركة في لقاء القمة المقترح تجاوباً مع تصريحاته التي كررها أكثر من مرة حول رغبته بلقائه، لأن الرئيس الأسد وبعد صمود أكثر من 11 عاماً في وجه عدوان تشنه أكثر من 65 دولة برئاسة الولايات المتحدة، مدعومةً بأكثر من ترليوني دولار من خزائن دول عربية نفطية، والرفض السوري لهذا الغزل الأردوغاني مبرر لأن القيادة السورية، ومعظم القيادات العربية، وإن لم يكن كلها لم تعد تثق بأردوغان الذي تحيط به الأزمات هذه الأيام من الجِهات الأربعة، لأن سجله في السنوات العشر الماضية مليء بالتقلبات ونكث الوعود، وطعن الأصدقاء قبل الأعداء في الظهر.
وتابع الكاتب: القمة الثنائية بين الرئيس الأسد وأردوغان يجب أن تعقد ولكن بعد اكتمال انسحاب جميع القوات التركية من الأراضي السورية وليس قبلها، وإنشاء صندوق إقليمي دولي لتمويل مشاريع إعادة إعمار سورية، وتنفيذ فوري لجميع قرارات قمة سوتشي التي نصت على إنهاء وجود الجماعات المسلحة المصنفة إرهابياً في الشمال الغربي السوري، عربية كانت أو غير لك، وإحياء معاهدة أضنة التي تحمي حدود البلدين.
وختم الكاتب: كنا وما زِلنا مع التقارب السوري التركي، وفتح صفحة جديدة بيضاء، ناصعة، ونؤمن بالنظرية التي تقول، لا عداءات دائمة، ولا أحقاد أبدية بين الدول والشعوب، ولكن على أساس قاعدة قوية لمصالحة، فمن أخطأ يجب أن يعتذر، ومن دمر يجب أن يعيد إعمار ما دمره، ومن احتل أن ينسحب، أما تبويس اللحى لم يعد مقبولاً في القرن الحادي والعشرين، وفي المسألة السورية تحديداً.