الاعلام تايم_رأي اليوم
كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية مقالا افتتاحياً بعنوان" هل هرب البغدادي من الموصل فعلا؟ " سلطت فيه الضوء على هروب زعيم تنظيم داعش الارهابي من الموصل خلال العمليات التي ينفذها الجيش العراقي لتحرير الموصل من أنصاره المنتشرين في المدينة.
وقالت الصحيفة إن الحرب على داعش في الموصل هي ليست استثناء من الحرب النفسية والاعلامية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية، مشيرة الى أن ذلك تجسد في الايام الماضية في أوضح صوره، عندما صرح مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) بأن ابو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش "هرب من الموصل تاركا قيادة معركة الدفاع عنها بيد قادة محليين"، واكد "ان التنظيم خسر 65 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها".
كما أن محطة تلفزيونية عراقية ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك عندما قالت ان البغدادي ظهر في منطقة البوكمال على الحدود العراقية السورية المشتركة، وبدا نحيلا وغير قادر على الكلام بصورة طبيعية لمعاناته من إصابات تعرض لها سابقا.
وبحسب الصحيفة أن الأخطر من ذلك أن البغدادي جمع بعض أنصاره من شيوخ القبائل والعشائر، وخطب فيهم، واقر بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة، ووجه دعوة الى أنصاره بالتخفي والفرار الى مناطق جبلية، متهما الأنصار (أي اهل الموصل) بخذل المجاهدين "أي العرب والمسلمين الذيم قدموا الى المدينة، واستقروا فيها بعد السيطرة عليها، وإعلان قيام دولة الخلافة من وفوق منبر الجامع النوري الكبير في وسطها".
وتساءلت الصحيفة بما أن وزارة الدفاع الامريكية تعرف مكان البغدادي فعلا، وترصد تحركاته، فلماذا لم تقتله؟، كما تساءلت هل يمكن أن يعترف قائد في حجم البغدادي، ونحن نختلف معه في هذه الصحيفة “راي اليوم”، بالهزيمة ويهرب من ميدان المعركة، ويطالب أنصاره بالتخفي والفرار، ويتهم “الأنصار” من اهل الموصل بخذلانه ومقاتليه؟ وما زالت المعركة في ذروتها؟
واضافت رأي اليوم في افتتاحيتها أن المتحدثين الامريكيين تحدثوا اكثر من مرة عن مقتل البغدادي، وسربوا قصصا عديدة الى صحف ومحطات تلفزة تؤكد وفاته طوال السنوات الثلاث الماضية، ليتبين عدم دقة هذه التسريبات، وان الرجل يبدو انه مثل القطط بسبعة أرواح، مثلما يقول المثل الشعبي العراقي.
ووفق رأي اليوم فإن أساليب الحرب النفسية التي كانت سائدة قبل خمسين عاما لم تعد فاعلة اليوم، في ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار المعلومة بسرعة غير عادية، مضافا الى ذلك أن المتلقي بات أكثر ذكاء ودراية وتعليما، أو معظمه على الاقل.
وختمت الصحيفة قائلة إن "إصدار البعض أحكاما بنهاية التنظيم الوشيكة، ربما خطوة متسرعة، لان الجانب العسكري للتنظيم، هو أحد أركان قوته ومخططاته، وليس كلها، ويظل الجانب العقائدي، والبيئات الحاضنة، ومصادر التمويل، أو ما تبقى منها، لا تقل أهمية وخطورة، ولذلك نعتقد أنه من المبكر جدا إقامة سرادق الاحتفال، وإسدال الستار على فصل النهاية لهذا التنظيم الدموي".