الاعلام تايم_رأي اليوم
كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية بعنوان "مفاوضات "جنيف 4" لم تفشل.. وحققت معظم أهدافها "غير المعلنة".. ورسخت قاعدة جديدة للجولة المقبلة"، معتبرة أن من الخطأ الاعتقاد أن الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف التي اختتمت أعمالها بعد ثمانية أيام من المفاوضات غير المباشرة، قد انتهت بالفشل، ولم تحقق أي اختراق كبير على صعيد القضايا المطروحة على جدول أعمالها، فهذه الجولة لم يتم عقدها من أجل تحقيق اختراقات، بل من أجل "التطبيع" بين الفرقاء، وكسب الوقت، و"تسويق" بعض المصطلحات.
وأضافت الصحيفة أن وفد الحكومة السورية حقق إنجازا مهما عندما فرض على ما يسمى " وفد الهيئة العليا للمفاوضات" القادم من الرياض، إدانة عمليات إرهابية استهدفت مقرين أمنيين في حمص، أعلنت "هيئة تحرير الشام" او "النصرة سابقا" مسؤوليتها عن تنفيذهما، وكان له ما أراد، والأكثر من ذلك، وضع ملف الإرهاب في مقدمة الملفات الاخرى المطروحة على جدول الاعمال.
واعتبرت رأي اليوم في افتتاحيتها أن وفد "معارضة الرياض"كان الأكثر تضررا وخسارة في هذه الجولة، مثلما يعتقد الكثير من الخبراء، مختصرة ذلك بعدد من النقاط:
أولا: لم ينجح مطلقا في جعل المرحلة الانتقالية للحكم المحور الرئيسي للمفاوضات، كما لم يجد أي استجابة من قبل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لمطلبه في مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة، حول هذه المسألة الجوهرية من وجهة نظره.
ثانيا: ستدخل جولة مفاوضات "جنيف 4" تاريخ الازمة السورية من حيث كونها سحبت وحدانية تمثيل المعارضة من وفد "الهيئة العليا للمفاوضات"، وإجبارها على قبول منصتي القاهرة وموسكو على قدم المساواة، بطريقة أو بأخرى مكرهة، ومن غير المستبعد إضافة ممثلين عن الاكراد في الجولة المقبلة.
ثالثا: تهديدات دي ميستورا أدت الى حدوث تغيير جذري في سلوكيات وفد "معارضة الرياض"، وهو الاضخم، من حيث عدم الانسحاب احتجاجا مثلما كان عليه الحال في جولات سابقة، لان الانسحاب، مثلما قال المبعوث الدولي سيؤدي الى استئناف المعارك وانهيار وقف اطلاق النار، وفتح معركة استعادة مدينة ادلب على غرار معركة حلب.
رابعا: اتساع الشرخ بين وفد المعارضة المشارك في جنيف و"هيئة تحرير الشام" الارهابية، التي أصدرت بيانا على لسان قائد جناحها العسكري الارهابي ابو محمد الجولاني اتهمت فيه كل من شاركوا في المفاوضات بالخيانة وعدم تمثيل الشعب السوري.
وقالت الصحيفة اللندنية أنه من الطبيعي القول أن وفد الحكومة السورية قدم بعض التنازلات وأبرزها القبول بالمسائل الثلاث المطروحة على جدول الاعمال وهي الحكم.. الدستور.. الانتخابات، وتظل موضع نقاش، وأخذ ورد، وإن كان وضع هذه النقاط على جدول الاعمال يعتبر تدخلاً في الشأن السوري الداخلي والسيادي.
وختمت قائلة "روسيا هي "المايسترو" الرئيسي الذي يمسك بكل خطوط اللعبة في غياب أي دور أمريكي أو عربي أو أوروبي، مؤثر أو غير مؤثر، وما علينا الا انتظار "جنيف 5" لمعرفة ما في جعبة سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من مقترحات ومشاريع، مع تسليمنا بأن مشروع الدستور الذي جرى تسريبه أثناء الجولة الأولى من مفاوضات الآستانة، ربما يكون هو البوصلة".