الاعلام تايم_صحافة
كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية افتتاحية تحت عنوان تحالف أربع دول عربية واسرائيل في حلف أمريكي لمواجهة "الخطر الايراني".. وبعد أيام من قتل حل الدولتين.. واليمن ستكون الضحية الاكبر.. هل هذه الثمرة الاولى لحلف نتنياهو ترامب؟"، وسلطت الضوء في افتتاحيتها على التحالف بهدف التطبيع الكامل مع كيان الاحتلال، بوصفه الهدف الرئيسي من سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وأضافت الصحيفة "تبني ادارة ترامب لفكرة قيام محور عربي اسرائيلي جديد لمحاربة، ايران لن يكون الهدف الحقيقي له إعلان الحرب عليها، وإنما توظيف الخطر الايراني المضخم من أجل التطبيع العربي الكامل مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، والاستئثار بما تبقى من ثروات لدى دول الخليج العربي لتمويل مشاريع البنى التحتية الامريكية التي وعد بتحقيقها أثناء حملته الانتخابية الرئاسية.
فيما ادارة الرئيس باراك اوباما استخدمت الخطر الايراني للهدف نفسه، وباعت دول الخليج ما قيمته 130 مليار دولار من الطائرات والاسلحة الحديثة، في الوقت الذي كانت تخطط فيه لاحتواء ايران سياسيا وتمهد للمفاوضات السرية معها.
واشارت الصحيفة الى التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، الذي كشفت فيه عن عزم ادارة ترامب إقامة تحالف عربي امريكي قوي لمواجهة ايران يكون مقره مصر، ويضم السعودية والامارات ومصر والاردن لم يفاجئنا على الاطلاق، مثلما لم يفاجئنا أيضا دخول اسرائيل في هذا الحلف من زاوية التنيسق الامني الاستخباراتي، فبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، قال في تصريحات علنية بالصوت والصورة إن علاقاته بالسعودية ودول خليجية اخرى لا تحتاج الى تطوير لأنها متطورة أصلا.
تمويل هذا التحالف سيأتي من دول الخليج، والضحايا سيكونون من العرب حتما، وفي اليمن خصوصا، التي ستكون حقل التجارب الاول لهذا الحلف، باعتبارها الحلقة الاضعف عسكريا، وتحت ذريعة مواجهة النفوذ الايراني وأذرعته العسكرية فيها، أي التحالف "الحوثي الصالحي"، وفق رأي اليوم.
الثمن الذي ستحصل عليه الدول العربية من الدخول في هذا التحالف غير المسبوق مع اسرائيل، والسعودية على وجه الخصوص، هو تعديل قانون "جاستا"ووضع حركة "الاخوان المسلمين" على قائمة الارهاب..إنها عملية انتحار مالي وسياسي تقدم عليها الدول الاربع المشاركة في هذا التحالف، ومصيدة جديدة تنصبها إدارة أمريكية مكروهة أمريكيا وعالميا للإيقاع بها، واستنزافها ماليا وبشريا، ومن المؤسف أنها تقاد اليها بأعين مفتوحة، أضافت الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة اللندنية أن امريكا تستخدم الفزاعة الايرانية لابتزاز الدول العربية، وإغراقها في حروب طائفية، ومن المؤلم أن هذه الدول تستسلم لهذا الابتزاز، وترفع له الرايات البيضاء، ولا تتعلم مطلقا من الدروس السابقة التي تؤكد انتقال العرب و"المعتدلون" منهم أصدقاء امريكا، من الضعف الى الهزال والافلاس على الصعد كافة.. كما أنه من المفارقة ان هذا التحالف الجديد الذي يعكف ترامب على تأسيسه، يأتي في وقت يقتل فيه حل الدولتين وقبره، ويعطي الضوء الاخضر لحليفه نتنياهو لتسريع عمليات الاستيطان، وابتلاع ما تبقى من اراضي الضفة الغربية.
وختمت الصحيفة قائلة "نشعر بالالم والمرارة ونحن نتابع حالة الانهيار العربي الراهنة، وتشكيل هذه التحالفات وسط صمت الحكومات المتورطة فيها، ومن قبل أعداء هذه الامة والعقيدة، وربما نبالغ كثيرا عندما نقول أن هناك أمة، أو حتى بقايا أمة".