الاعلام تايم_رأي اليوم الاردنية
تحت عنوان "حملة الاعدامات في السعودية والاخطار التي يمكن أن تترتب عليها داخليا وخارجيا.. لماذا جاءت بهذه الضخامة في العدد؟ وما هي الاسباب الحقيقية التي أملتها؟ وهل هناك خطأ في الحسابات؟"، كتب صحيفة "رأي اليوم" الاردنية افتتاحيتها، التي جاء فيها أيضاً"إذا كان الهدف من تنفيذ أحكام الاعدام بالرصاص، أو بحد السيف، في حق 37 متهما بالارهاب في السعودية هو"إرهاب" الآخرين، ومنعهم من الاقدام على أي أعمال احتجاج، أو هجمات، وعنف ضد النظام ومؤسساته ومصالحه، فإن ما قد يترتب عليها من ردود فعل، ونتائج قد تكون عكسية تماما.
وأضافت الصحيفة "من المؤكد أن العهد السعودي الجديد الذي بدأ بتولي الملك سلمان بن عبد العزيز السلطة قبل عام تقريبا، يريد أن يعزز الانطباع الذي يقول بأنه "عهد الحزم" وممارسة سياسة القبضة الحديدية، والتخلي عن سياسة "المهادنة" التي اتبعها الملوك السابقون، وأول تطبيق لهذا "التحول" جاء من خلال إعلان الحرب في اليمن ، وها هو يدشن مطلع العام الميلادي الجديد بهذا العدد الضخم من الاعدامات التي لم يحدث لها مثيل منذ عام 1980، حيث جرى إعدام 63 متشدداً إسلاميا.
وأعلنت الصحيفة في افتتاحيتها أنها تدين الارهاب الذي يفتك ارواح الضحايا الابرياء ويزعزع الامن والاستقرار باشكاله كافة، وتفرق بينه وبين المطالبة المشروعة بالحريات والاصلاح، والحق في الاحتجاج، على المظالم والقمع والفساد ومصادرة الحريات، ومن هذا المنطلق، تعارض أحكام الاعدام وتمثيلها من قبل السعودية، عندما تصدر عن نظام قضائي يفتقد الى المصداقية، ولا يتوفر فيه الحد الادنى من قيم العدالة وآلياتها، ولهذا ندين تنفيذها في حق المتهمين الـ47 داخل سجون المملكة في 12 مدينة، فجميع الذين جرى تنفيذ هذه العقوبة في حقهم لم يحظوا بمحاكم عادلة، ولم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، في ظل نظام قضائي يحكم على "مغرد" على "التويتر" الجلد والسجن عشر سنوات، ويمنع شاعرة من الكتابة في الصحف، وحق التعبير بالتالي، لخمسة عشرة عاما، وبأمر من أمير منطقة وليس من محكمة رسمية، وبسبب قصيدة، وهو الشاعر والمثقف.
الاضطهاد والاقصاء والقمع في السعودية هي الممارسات الوحيدة، التي يمكن القول، بأنها تتم ليس من منطلقات مذهبية أو طائفية، لانها لا تفرق بين سني وشيعي عندما يتعلق الامر بالمطالبة بالحريات والاصلاحات والعدالة، ولكن لا بد من الاعتراف بأن أبناء "الاقلية الشيعية" كانوا الاكثر معاناة، وتعرضوا طوال عقود لمعاملة تمييزية إقصائية، وكمواطنين من الدرجة الثانية، بحسب الصحيفة.
وأشار الصحيفة الى أن تنفيذ أحكام الاعدام هذه ستترتب عليها أعمال انتقامية، وردود فعل خطيرة، مما قد ينعكس سلبا على أمن المملكة واستقرارها، ويصب المزيد من الزيت على نار مشاكلها الامنية المتفاقمة، ويزيد من ضخامة حجم ملفها المتعلق بغياب الحريات والقضاء العادل، ناهيك عن استقلاليته، وانتهاك حقوق الانسان.
وختمت الصحيف افتتاحيتها بـ"حروب الخارج مكلفة بشرياً ومالياً وسياسياً وعسكرياً، لكن حروب الداخل، اذا ما اندلعت، هي الاكثر كلفة على الصعد كافة، خاصة عندما تتفجر في الوقت الخطأ، وفي ظل احتقان شعبي كبير، واوضاع اقتصادية مأزومة، وبطالة مرتفعة.. ومن جرى تنفيذ أحكام الاعدام بهم لهم حواضن وامتدادات شعبية وقبلية وطائفية، مثلما لهم أنصار في الداخل والخارج، ولا نعتقد أن من اتخذ القرار، حسب حساباته جيداً، تماما مثلما فعل عندما ورط بلاده في حروب خارجية، واليمنية منها خاصة.. أيام المملكة القادمة صعبة، بل صعبة جدا، ونكتفي بهذا القدر".