أشارت صحيفة السفير اللبنانية أن زيارة وفد إيراني رفيع المستوى إلى بروكسل، جاء بمثابة إطلاق عملية البحث عن إنشاء مجموعة اتصال دولية وإقليمية حول سورية، العملية يحاول الأوروبيون لعب دور الوسيط والمسهل فيها، اعتماداً على دورهم في تسهيل مفاوضات مجموعة «3+3» التي نجحت في حل قضية الملف النووي الإيراني الشائكة.
وفي حوار أجراه الصحفي وسيم ابراهيم مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تحت عنوان "الحكم السعودي الجديد يفضل القوة على الحوار"، تطرق من خلاله لمجمل مستجدات وحيثيات الأزمة والحرب في سورية، مع تعريج على أوضاع المنطقة وتحديداً العلاقة مع الرياض.
رأى عبداللهيان، أن الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يلعب دوراً ايجابياً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، قائلاً: "سنواصل هذا النوع من الاتصالات والمفاوضات، على المستويين الإقليمي والأوروبي".
وحول إمكانية إيجاد أي مجموعة دولية، تجمع إيران والسعودية معاً، أوضح عبداللهيان.." أنه ليس لدينا أي مشكلة في الحديث مع الشركاء السعوديين، نحن نرحب بفكرة القيام بمحادثات ثنائية مع السعودية، لكن في الوقت الراهن يمتنع الطرف السعودي عن الدخول في أي حوار، ربما الحكم الجديد في السعودية هو جزء من الإجابة، لقد فضلوا اللجوء إلى القوة بدلاً من الحوار، وهذا النوع من اللجوء إلى القوة نراه بعد انقضاء ستة أشهر في اليمن حيث لم يحصلوا على أي نتيجة على الإطلاق".
ورأى عبداللهيان أن المسائل والقضايا في سورية ليست متصلة لا بالسعودية ولا بإيران، وهو أمر يتطلب فقط حلاً من قبل الشعب السوري بنفسه، كل اللاعبين المؤثرين في المسألة السورية ينبغي أن يقوموا بجهود متضافرة، بحيث يمكن تحضير الشروط لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وحول بيان جنيف ، أشار عبد اللهيان أن البيان يتضمن نقاطاً إيجابية وفي الوقت ذاته يتضمن نقاطاً صعبة أيضا.
فأن إحدى النقاط التي ذكرت في بيان جنيف هي الحوار الذي يمكن أن يحدث بين الحكومة ومجموعات المعارضة، و"نحن نعتقد أن هذه أساسات جيدة، ولكن عندما نتكلم عن المعارضة، فهي من وجهة نظرنا تلك المعارضة السياسية التي تؤمن بإيجاد حل سياسي، أما تلك المجموعات المسلحة التي تتعامل وتتعاون مع المجموعات الإرهابية فهم ليسوا مؤهلين بما يكفي للدخول في عملية سياسية".
إذا، كل المجموعات السياسية والمعارضة التي لا تريد التعاون مع المجوعات الإرهابية مرحب بها للقدوم والانضمام إلى العملية وتقاسم السلطة. لكن مهما كانت الخطوات التي سنتخذها فمن المهم جداً الأخذ بالاعتبار رأي الشعب السوري.
في سياق آخر أكد عبداللهيان وجود مستشارين عسكريين واختصاصهم هو توفير المشورة حول مكافحة الإرهاب، وتم إرسالهم إلى هناك بناء على طلب أرسلته الحكومة السورية، وأجندتهم هي القتال ضد الإرهاب وليس أي مجموعة معارضة للنظام، لأننا نحترم المجموعات المعارضة للحكومة السورية، لأن لديهم الحق في الدخول إلى الحياة السياسية للبلاد وأيضا في تقاسم السلطة في المستقبل.
وفيما يتعلق بالوجود الروسي في سورية أشار عبداللهيان أن النشاطات الروسية هدفها الأساسي هو استهداف «جبهة النصرة» وأيضا «داعش».
منوهاً أن إيران تدعم أفعال روسيا لمكافحة الإرهاب، وقال: "نحن نعتبر أن هذه النشاطات الروسية تضعف الإرهابيين.
مضيفاً أن قرار الرئيس الروسي بوتين في القتال ضد الإرهاب، هو في قرار شجاع .
وانتقد عبداللهيان في هذا السياق السياسة الأمريكية تجاه ، مشيراً إلى "أنه وحتى اليوم لم يقم الأميركيون بأي شي فعال في مكافحة الإرهاب في سورية".
الإعلام تايم