تحت عنوان"الغارات الروسية..المنطقة العازلة أضغاث احلام وواشنطن تتجرع الصدمة"، نشر موقع العهد الاخباري الالكتروني مقالاً، سلط فيه الضوء على الغارات الروسية على مواقع تمركز وانتشار التنظيمات الارهابية، والنتائج الايجابية التي حصلت خلال يومين من عمر الحملة الروسية في سورية، والتي لم تحققها غارات مايسمى"تحالف واشنطن" خلال عام كامل.
قال الموقع إن الضربات الجوية الروسية قلبت الموازين بشكل غير متوقع، ظهرت مفاعيلها على أرض المعركة ومن خلال ردود أفعال الدول الغربية العاجزة عن إيقافه. وكون الامريكي صاحب الكلمة العليا في معسكره لا ينوي الاشتباك عسكرياً مع الروس، فقد تجرع حلفاؤه الاقليميون وعلى رأسهم تركيا سمّ خسارة المشاريع التي عملوا على تحقيقها خلال أربع سنوات من الحرب على سورية. وهذا ما عبَّر عنه الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلا إن "روسيا والولايات المتحدة لن يخوضا "حربا بالوكالة" بسبب خلافهما بشأن الأزمة في سورية، معتبراً أن الخلاف والتوتر سيستمران دون أن يتسببا بحرب بين البلدين".
كلام أوباما نزل كالصاعقة على أنقرة الممعنة في أحلام استعادة الامبراطورية العثمانية عبر إقامة المنطقة العازلة بين جرابلس وعفرين، والتي باتت الان طي النسيان. ولم تتوقف الخسارة التركية هنا، فإن خوض روسيا لمعركتها في سورية يحجم قدرة الاتراك على المناورة الميدانية عبر الجماعات التي يقدمون الدعم إليها، سيما في جبهة حلب، بحسب الموقع.
وأشار الموقع أن وزارة الحرب الأمريكية، قررت على إثر ذلك، سحب صواريخ باتريوت من تركيا نشرت منذ سنتين بحجة حمايتها من احتمال إطلاق صواريخ من سورية، في محاولة للابتعاد عن منطقة التماس مع الغارات الروسية التي توسعت على نحو لم تتوقعه الأجهزة الأميركية، علماً أن القرار قد اتخذ مسبقاً، نحو الحدود مع تركيا انطلاقا من المنطقة الوسطى، بضربها مواقع لـ"جيش الفتح"، الذي تدعمه وتموّله تركيا والسعودية وقطر، في قلب جسر الشغور.
ووفق الموقع، على جبهة "داعش"، أجبرت الغارات الروسية التنظيم على الانكفاء من الرقَّة معقله الرئيس في سورية، عبر إجلاء عائلات المقاتلين الأجانب نحو الموصل، فيما فرغت شوارع المدينة من المقاتلين، وتوقف تنقل الأرتال بين أريافها، مع تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه التحالف الدولي بزعامة أميركا لأكثر من عام في سورية والعراق.
ولم تسلم الجماعات الارهابية الاخرى من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام"، الوكلاء الاساسيين للتدخل التركي والخليجي في سورية، من صورايخ "السوخوي" مما اضطرهم الى إخلاء مقارّها في ريف ادلب، وشوهدت أرتال دبابات وشاحنات كبيرة تابعة لهذه الفصائل، ولـ "الحزب التركستاني الإسلامي" وهي تخلي مستودعات للذخيرة والأسلحة في إدلب وأريحا وبلدات جبل الزاوية ومعرة النعمان وأبو الضهور وسراقب.
هذه الجماعات التكفيرية كانت قد استفادت من قصف التحالف الدولي لـ"داعش" دون سواها، في التقدم على مختلف الجبهات القتالية في سورية. وهدفت اميركا الى حصر تحركات التنظيم والحد منها، للتخفيف من عبء القوى الارهابية الاخرى حيث كان لـ"داعش" السبق في أغلب المعارك معهم، حتى يستعيدوا قدرتهم على مواجهة الجيش السوري.
العهد_مركز الاعلام الالكتروني