الإعلام تايم
أقرّت اسرائيل، امس، في معرض تهديدها لبنان بإعادته الى «العصر الحجري»، بأن حزب الله قادر بالفعل على تنفيذ تهديداته، وكما وردت في كلمة امينه العام، السيد حسن نصر الله. لا مكان آمنا للاسرائيلين في الحرب المقبلة، ومطاراتها وموانئها ستغلق من اليوم الاول لبدء الحرب.
ردّ فعل تل ابيب العنيف كلامياً على تهديدات نصر الله، اظهر مستوى مرتفعاً من الانفعال المعبّر عن ارباك وخشية، اكثر من كونه تعبيراً عن قدرة وحزم، إذ اقرت في معرض التهديد والرد على التهديد، ان لحزب الله القدرة الفعلية على ارجاعها ايضا الى العصر الحجري، تماماً كما هددت هي، لبنان.
الا ان اللافت في التعليقات الاسرائيلية، هو كلام وزير المواصلات يسرائيل كاتس المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. لم يجد (كاتس) قدرة على الرد الا من خلال استخدام الشتائم والمس بشخص الامين العام لحزب الله. وما استخدامه هذا الاسلوب الا تعبير عن سخط وغضب مرافقين لضعف الحجة وتعذّر القدرة على طمأنة الاسرائيليين، في مقابل كلام نصر الله وتهديداته.
لفت ايضاً، في مقاربة تل ابيب، توجه الجيش الاسرائيلي إلى طمأنة المستوطنين إلى ان كلام نصر الله لا يعني ان الحرب ستقع غداً، وان ما هدد به مرتبط بالحرب نفسها وفي سياقاتها، وبالتالي لا داعي إلى الخوف. علما ان في هذه الطمأنة ايضا اقراراً من جانب المؤسسة العسكرية بقدرة حزب الله على تنفيذ تهديداته.
لكن اهم ما في ردود الفعل الاسرائيلية، امس، انها اكدت وصول رسالة نصر الله، تماما كما ارادها. ليس فقط الى المسؤولين السياسيين والعسكريين في تل ابيب، بل ايضا الى سائر المستوطنين على امتداد فلسطين المحتلة وبلا استثناء: استهداف لبنان سيقابل برد، ويمنع على تل ابيب تغيير قواعد الاشتباك تجاه الساحة اللبنانية.
يحيى دبوق - صحيفة الأخبار