الاعلام تايم - الوطن العُمانية
كتبت صحيفة الوطن العُمانية "ما رشح عن المحادثات التي جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول ملف الأزمة السورية، وجاء على لسان الوزير الأميركي بأن واشنطن وموسكو اتفقتا على سبل للمضي قدمًا نحو حل سياسي في سورية، واصفًا المحادثات بـ”البناءة”، ما رشح ليس جديدًا ولا تقدمًا في الموقف الأميركي حيال الأزمة في سورية، فقد سبق وأن أعلنت الولايات المتحدة تصريحات ومواقف مماثلة عن الحل السياسي في سوريا، لكنها منذ تفجير مخطط استهداف سوريا وتدميرها وحتى اليوم لم تتجاوز جملة التصريحات والمواقف، سواء الأميركية أو الأوروبية أو حتى الأممية حالة القول وتنتقل إلى الفعل، بل العكس من كل ذلك، فقد أثبتت كل الوقائع بشأن سوريا من هو الطرف المعطل للحل السياسي، سواء كان ذلك في مؤتمرات جنيف أو في محادثات (أستانة) أو في محادثات سوتشي، حيث لم يتورع الأميركي ومن معه وتحت عباءته عن إبداء المواقف المعطلة، والتصريحات المشوشة والمحرضة ضد سوريا والمعرقلة للحل السياسي، بل درجة المطالبة برحيل الرئيس السوري، وتسليم صلاحياته وسلطاته والإصرار على القفز على حرية الشعب السوري في خياراته الوطنية وعدم ترك حرية التعبير له عبر الانتخابات الشرعية، وقبل ذلك القفز على ما يجب أن يكون من أساسات وأرضيات ممهدة وصالحة للحل السياسي الذي لا يتأتى في ظل التلوث الإرهابي الطاغي على الأرض السورية التي يجب أولًا تطهيرها وتنظيفها كاملة من هذا التلوث ليتمكن كل مواطن سوري من التعبير عن حريته واختياره بعيدًا عن جميع المنغصات والمهددات.
وتابعت الصحيفة "بومبيو يقول إن "هناك العملية السياسية المرتبطة بقرار مجلس الأمن الرقم 2254 والتي تم تعليقها، وأعتقد أننا نستطيع الآن أن نبدأ العمل معًا على طريقة تكسر هذا الجمود".
والسؤال الذي يطرح ذاته: ما الدافع الذي يجعل الولايات المتحدة تتطرق إلى موضوع الحل السياسي في سورية الآن رغم أنها كانت الطرف المعطل له، وأيضًا هي وحليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي الطرف الأصيل في مخطط استهداف سورية وتدميرها؟ أليس لهذا الطرح الأميركي علاقة بما يجري من تصعيد إعلامي وسياسي بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتصاعد التحشيد العسكري بينهما في مياه الخليج؟
في التقدير، وبحكم ارتباط ملفات المنطقة الساخنة ببعضها بعضًا، لا يستبعد أن يأخذ الملف السوري حيزًا من المباحثات بين الرئيس الروسي ووزير الخارجية الأميركي في ظل التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران على خلفية العقوبات الاقتصادية الأميركية والانسحاب من الاتفاق النووي، حيث تتحدث الأنباء المتداولة عن مساعٍ أميركية لدور روسي في إقناع طهران بقبول التفاوض على قاعدة إنشاء اتفاق جديد بشأن الملف النووي الإيراني مختلف في المضمون عن السابق، وهو ما يبدو نوعًا من المقايضة بين إقناع طهران بالموافقة على المطالب الأميركية، مقابل أن تدعم واشنطن الحل السياسي في سوريا وهو ما يريده الروس. كما أن مايك بومبيو قد زار العراق والتقى المسؤولين العراقيين، ويتردد أن من بين جملة قضايا بحثها الوزير الأميركي مع المسؤولين العراقيين طلب التدخل العراقي لإقناع طهران بمفاوضات جديدة.
وختمت الصحيفة "أيًّا كانت حقيقة الدوافع وراء العودة الأميركية إلى الحديث عن الحل السياسي فإن الحل السياسي مطلب سوري رسمي وشعبي وشأن سوري داخلي، يرفض التدخلات الخارجية التي أثبتت الأحداث حقيقة ما قد بُيِّت ضد سورية، وكشفت الأقنعة عن وجوه التآمر، فالسوريون وحدهم قادرون على صناعة الحل السياسي، ومن يريد المساعدة أن يأتي بما يثبت ذلك".