أكد الكاتب الصحفي التركي سامي كوهن أن الفوضى تنتشر على جنوب الحدود السورية التركية وان المجموعات المسلحة تشتبك مع بعضها البعض مما أظهر تكوينات جديدة، مشيراً الى ان الانقسامات في صفوف المعارضة السورية ادى الى تكوين مجموعات اسلامية متطرفة و تنفيذ العمليات الارهابية لصالحها و توجيه سلاحها الى ما "يسمى الجيش الحر" و من ثم الى بعضها البعض بهدف الاستيلاء على المناطق الحدودية.
و قال الكاتب في مقال نشرته صحيفة "مليت": إن الحرب التي نشبت داخل الحرب السورية خلقت مجموعات ارهابية امثال الدولة الاسلامية في العراق و الشام و جبهة النصرة و الجبهة الاسلامية بينما اعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الحكم الذاتي في 3 مناطق سورية.
و بين ان حكومة اردوغان لم تحسب حسابا لهذه التطورات الغير المتوقعة في بداية الازمة السورية حيث ما حدث في الايام الاخيرة ادى الى تأهب انقرة و حسب ما نشرته الوسائل الاعلامية حكومة حزب العدالة و التنمية تلقت معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط المجموعات الجهادية و لاسيما تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام لتنفيذ تفجيرات ارهابية في تركيا.
و اشار الكاتب الى قصف القوات المسلحة التركية حافلة مركبات تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام و هذا يعتبر اول اشتباك يحدث بين تركيا و المجموعات الجهادية بينما رئيس الوزراء اردوغان لاول مرة وصف هذه المجموعات بالارهابية في مؤتمر صحفي عقده في طهران الامر الذي يبرهن على تبني الحكومة نظرة جديدة حول الموضوع.
و لفت الكاتب الى النبأ الذي نقلته وكالة رويترز حول اغلاق مكتب ما يسمى الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول امام احتمال تعرضه لتفجيرات ارهابية على يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام.
و رأى الكاتب ان العمليات التي تنفذها المجموعات المسلحة في المناطق القربية من الحدود التركية تشكل تهديداً كبيراً على تركيا من نواح عديدة حيث يخلق هذا الامر مشكلة امنية على الحدود و و يؤدي الى اتخاذ بعض المجموعات موقف عدائي ضد تركيا اضافة الى عمليات التسلل عبر الحدود و تنفيذ عمليات استفزازية و توقع ممارسة الارهاب و التهريب على الحدود.
و لفت الى تزايد عدد اللاجئين الى تركيا هربا من الاشتباكات بين المجموعات المسلحة و استيلائها على المناطق في الوقت الذي يواجه فيه التركمان اوضاع صعبة ما يدفعم الى الهجرة الى تركيا و بين ان التركيبة السكانية على الحدود التركية السورية تخلق الارضية المناسبة للتحريض و تخلخل التوازنات في هذه المناطق.
و اكد الكاتب ان هذه الصورة تفرض على انقرة اعادة النظر في سياساتها ازاء سورية و اتخاذ التدابير الامنية المشددة امام المخاطر الجديدة في المناطق الحدودية.