الاعلام تايم _ الديار
كغيرها من الصحف تحاول صحيفة الديار اللبنانية الخوض في تفاصيل ومعرفة أسباب الازمة الخليجية، واصفة مايدور في الكواليس وبعد انقضاء نصف المهلة التي منحتها الدول المقاطعة للمشيخة القطرية بـ"الزلزال" بين السعوديّة وقطر.
الصحيفة بدأت مقالها بسؤال لماذا....؟ ثم تتبع ذلك عشرات ،بل مئات ،من علامات الاستفهام. حتى أن وزارة الخارجية الاميركية تحدثت عن دهشتها لان الدول الخليجية لم تفصح عن سبب حصارها لقطر بعدما قالت الرياض إنها ستتقدم بلائحة الشكاوى خلال وقت قريب...
بدل الشكاوى شروط قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنها غير قابلة للتفاوض. بمعنى آخر شروط منزلة. التنفيذ أو نقطع عنكم الكهرباء وحتى الهواء. اذاً... البديل جهنم!
لطالما قال المستشرقون إننا تماهينا، جيولوجياً ،مع الرمال فأصبحنا (ونبقى) ذرات من الرمال. الم يكن مفاجئاً للجميع أن تنفجر العلاقات بين الرياض والدوحة الى ذلك الحد الذي حمل مسؤولاً سعودياً كبيراً على القول "تلك الدولة لم يكن لها أثر في الماضي ولن يكون لها أثر في المستقبل"؟
كما لو أن دولنا كلها ليست صناعة من يرسمون الخرائط. بشطحة قلم تظهر وبشطحة قلم تختفي. أين هي الدولة العربية التي يمكن أن تبقى دون حماية الاساطيل أو دون حماية القناصل؟
لأحد الوسطاء قال القطريون "حتى الآن في فمنا ماء بل في فمنا الحصى. يتهموننا برعاية أو بإدارة، أو بتمويل، أو بتصنيع الارهاب. لو تكلمنا لوقع الزلزال ليس في المنطقة فحسب ،بل وفي العالم ايضاً".
وقالوا للوسيط "اذا تكلمنا فهذا يعني أن حرباً ستقع. حتى الآن ضبطنا أعصابنا الى أقصى الحدود، مع أن السعوديين رموا جانباً ما كانوا يعتبرونها "ثقافة الاهل" ،ولا نكشف سراً حين نقول إن جهات دولية "عظمى"ضحكت كثيراً من قول السعوديين إننا نهدد أمنهم القومي. هل يبلغ عدد سكاننا عدد السكان في أحد أحياء الرياض؟".
يصفون الحصار بـ "القاتل" والذي لم يترك مجالاً لرأب الصدع "أرادوا تجويعنا بل وتفكيك دولتنا، وكانوا يتوقعون ،كما علمنا ،أن تنهار قطر خلال أسبوع فقط ،الم يتوقعوا ذلك بالنسبة الى اليمن. بعد أكثر من عامين،أين هم الآن؟".
ويقولون "لقد صدموا لآن العالم يقف الى جانبنا. لدى الدول كل المعلومات، وكل المعطيات، وكل الوثائق، حول من صنع تنظيم "الدولة الاسلامية"، ومن كان يؤمن له الاموال ،والسيارات ،وحتى المقاتلين والمستشارين، والخرائط. أولئك الضباط العراقيون الذين اخترعوا أبا بكر البغدادي الكل يعلم بأي جهاز استخبارات يرتبطون".
هكذا يغسل القطريون أيديهم من كل الظواهر الارهابية التي دمرت سورية ودمرت العراق قبل أن يقولوا "إنهم (اي السعوديون) يعلمون أننا نملك كل التفاصيل ،وأدق التفاصيل الى أين انتهت علاقاتهم الاستخباراتية والاستراتيجية وحتى المالية مع اسرائيل".
اللافت أن يقول سعوديون الآن إن قطر تواطأت مع تركيا الى حد إعادة السلطة العثمانية الى شبه الجزيرة العربية...
لا نتصور قطعاً أن العلاقات بين الرياض وطهران في طريقها الى التسوية، ولكن الا يثير الدهشة أن يقول سعوديون الآن إن تركيا أشد خطر علينا من ايران؟
هكذا تفكر ،وتتكلم ،ذرات الرمل....