الاعلام تايم _ ترجمة رشا غانم
أفادت صحيفة بلومبيرغ البريطانية أنّ السّعودية وعلى الرّغم من أنّها تستطيع تقزيم قطر بجميع المقاييس تقريباً، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يؤديه التوتر بين جيران الخليج إلى الإضرار بأكبر مّصدر للنفط في العالم - حتى ولو فاز.
نوّه يزيد صايغ، أحد كبار أعضاء مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "أنّ اكثر ما يثير القلق هو أن تقوم السعودية والإمارات العربية المتحدة بتكرار أخطائها كالتي فعلتها عندما قررت القيادة السعودية شن حرب على اليمن "،مضيفاً "لم يكن لديهم استراتيجية سياسية واضحة، واستندوا الى افتراضات خاطئة، وتكبدوا تكاليف مالية باهظة وتسببوا في خسائر بشرية متفاقمة".
الرئيس الأمريكي، من جهته، صرّح يوم الجمعة أنّه يؤيد حركة تقودها السعودية لعزل قطر عن تمويلها للجماعات المتطرفة، بيد أنّ البنتاغون ووزارة الخارجية اتخذتا موقفا أكثر حياداَ، حيث دعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى تخفيف القيود، قائلا إنها تسبب نقصا في الأغذية وتعيق القتال ضد تنظيم داعش، فالطائرات الأمريكية تستخدم قاعدة في قطر، واحدة من أكبر المنشآت العسكرية الأمريكية في الخارج لتلك العمليات.
عجلت تركيا بخطط سابقة لنشر بعض القوات إلى قطر، وعرضت إيران طرق نقل بديلة وإمدادات من السلع الأساسية التي لم يعد من الممكن استيرادها من المملكة العربية السعودية، حيث أنّ دعمهم يقلل من فرصة انتصار سعودي سريع".
بول سوليفان المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في جامعة جورج تاون في واشنطن، أشار أن تركيا لديها جيش قوي "، مضيفاً " ايران ترسل المياه والغذاء"، "فحتى الان لدينا قوتان كبيرتان تدعمان قطر".
شدّ السعوديون وحلفاؤهم خلال هذا الأسبوع الضغوط على قطر، قطعوا العلاقات الدبلوماسية وفرضوا الحصار براً وبحراً وجواً، لكي يجبروا قطر على وقف تملقها إلى إيران خصم السعودية ودعمها للجماعات الإسلامية في المنطقة. قطر، من جهتها، تقول أنّها تعاقب على أمور لم تفعلها، بينما أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تريد تخفيف الحصار.
من جهته، قال وزير الخارجية السّعودي، عادل الجبير" نحن نعتبر قطر دولة شقيقة، ولكن عليك أن تكون قادراً على إخبار صديقك أو أخيك ما هو الصواب وما هو الخاطئ".
لمّحت السّعودية والإمارات العربية المتحدة إلى أنهّما سيتخذان خطوات إضافية لإبراز هذه النقطة، بما في ذلك فرض قيود على الإقراض المصرفي في قطر والمعاملات بعملة الريال. وقد بدأ النزاع في التأثير على أسواق الطاقة الأوروبية، فارتفعت أسعار الغاز الطبيعي حيث أنّ اثنين من الناقلات المليئة بالوقود القطري غيرت مسارها بعيداَ عن البحر الأبيض المتوسط - ربما لتجنب عبور قناة السويس، التي يديرها الحليف السعودي في مصر.
تملك قطر الغنية بالغاز موارد مالية خاصة بها لتحمل الحصار، كما تملك صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 335 مليار دولار حصصاً في الشركات العالمية من فولكس واجن إلى باركليز.
من جهته، سانام فاكيل، عضو في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شاثام هاوس في لندن، صرح أن قطر ستكون مدفوعة لكي تقاوم باستخدام تصور بأن ما يريده السعوديون هو تغيير النظام"