الاعلام تايم_تشرين
تحت عنوان "الاخوة المهجرون" تناول كاتب نافذة تشرين للمحرر، الاعلامي عماد نصيرات، ملف "المهجرين" والمسؤوليات التي يجب عليهم تحملها ، تقول الصحيفة:
كثيراً ما تعرضنا في كتاباتنا إلى تقصير بعض الجهات المعنية في دعم إخوتنا الذين تعرضوا إلى عملية تهجير قسري من منازلهم ومناطقهم بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت فيها سورية خلال السنوات الست الماضية ولا تزال، وتطرقنا إلى ضرورة دعم هؤلاء المهجرين الذين اضطرتهم الأحداث للسكن في مراكز إيواء أو في منازل غير مؤهلة للسكن وغير مكسوة، من خلال دعمهم بمواد الإغاثة والحصص الصحية والغذائية وغيرها، كذلك أن تلتفت لهم الجمعيات الخيرية وترمم ما تستطيع ترميمه من المنازل غير المكسوة كي تحميهم من جور البرد والحر, ولكن من خلال هذه الأسطر القليلة أحب أن ألفت إلى أن الكثير الكثير من إخواننا المهجرين باتوا اتكاليين لحدود وغير مقبولة نهائياً واعتادوا أن تصلهم احتياجاتهم – على قلتها- جاهزة من دون أي عناء، وتكرست هذه الحالة عند أبنائهم و بناتهم وحتى زوجاتهم بحجة أن لهم ظروفاً خاصة.. وليس لدى الكثير منهم عمل يعتاشون منه وعندهم عوز مادي شديد.. كل ذلك صحيح ولكن! هل التقيد بالأنظمة والقوانين يحتاج إلى مال؟ ماذا يعني أن يتم إلقاء القمامة جانب المنازل وجانب الأبواب وحاويات القمامة تبعد عنهم أمتاراً؟! هل نظافة البناء تحتاج أموالاً؟ هل المبادرة تحتاج اعتمادات كبيرة؟ هل الحفاظ على الأملاك العامة تحتاج بذل الكثير من الجهود.؟ وهل وهل وهل..
منذ مدة طويلة كسر خط للصرف الصحي في بناء (الدولية) في حيّ القرية الصغيرة في بلدية أشرفية صحنايا وهذا البناء الضخم يقطنه أكثر من 50 عائلة مهجرة، وهذا الخط المكسور تسبب في غمر الشارع العام الرئيسي الموجود أمام البناء وبجانب ثانوية الشهيد مصطفى الهناوي ويضطر الطلاب للقفز فوق المياه الآسنة والملوثة للبيئة والمشوهة للمنظر العام على مرأى من سكان هذا البناء المهجرين والكثير من سكانه يجلسون رجالاً ونساءً يدخنون بجانب هذا المنظر والروائح وكأن الأمر لا يعنيهم.. تحت شعار (نحن مهجرون) هنا لن أتطرق إلى تقصير البلدية فهذا بحاجة إلى بحث طويل ولكن أتساءل؟! ألا يوجد في هذا البناء من يستطيع أن يخبر البلدية بهذه المشكلة؟؟ أو أي جهة معنية عامة؟ وللإخوة القراء أن يتصوروا المنظر العام للمياه الآسنة والقمامة الموجودة حول البناء. والحديث يطول والأمثلة كثيرة. أيها المهجرون أيها المواطنون.. نحن في ظروف صعبة مرّ فيها الكثير من الدول المتقدمة.. ولكن سكان ومواطني هذه الدول تجاوزوا محنتهم بالتعاون والتعاضد والحس بالمسؤولية والوطنية.. أما الحس بالاتكال والتقهقر وفقدان المبادرة والتراجع فقد يكون أخطر ما نعانيه.. حتى إنه أخطر من الحرب ذاتها.