الاعلام تايم_ترجمة رشا غانم
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء على العلاقة ما بين الرّئيس الأمريكي، دونالد ترامب، و"اسرائيل" ، وكتبت تحت عنوان "هل سيكون بالإمكان إنقاذ هذه العلاقة الخاصة "، منوّهة أن اسرائيل و الكثير من حلفائها ابتهجت خلال الأشهر المؤخرة بعد انتخاب ترامب، ولاسيما بعدما وعد الأخير بعلاقات جديدة وأكثر دفء ، ومنها اتخاذ منهج أكثر تساهل فيما يخص المستوطنات في الضفة الغربية ونقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس.
ولكن سرعان ما أصبحت الأمور غائمة أكثر، فبعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للاجتماع الرسمي الأول للقادة، ذكر ترامب أن المستوطنات "لا تساعد" في عملية السلام، وأّنه يشك بالتزامه في حملته بنقل السفارة.
الكاتب، يرى أنّ المعنى لما يشبه المحور بالنسبة لترامب غير واضح، ولكن حتى لو تحسنت العلاقة الأمريكية -الإسرائيلية إلى حدّ هائل، فستبقى هناك اتجاهات أعمق في العمل والتي من شأنها أن تهدد صفات فريدة من نوعها.
وأضاف الكاتب، " لدينا أكثر من خمسين عام من الخبرة في مراقبة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، وما يهمنا أكثر هو تمزق القيم المشتركة التي تميزها عن غيرها من الارتباطات الأخرى، والتي بدونها، المصالح وحدها لن تكون كافية للحفاظ على الطابع الخاص، فإذا لم تكون الإدارة متيقظة، فذلك سيعّجل الانهيار والتفكك".
وأشار ت الصحيفة الى أنه "لطالما اعتمدت علاقة أميركا مع إسرائيل على مر السنين على دعامتين أساسيتين : تقارب القيم، والمصالح الاستراتيجية المشتركة، وهذه القيم لها جذور قوية، ومحمية من قبل الجالية اليهودية الأمريكية والمنظمة تنظيماً جيداً: فإسرائيل، على الرغم من احتلالها للضفة الغربية، لا تزال الديمقراطية القوية الوحيدة في المنطقة؛ الأميركيون يشعرون بارتباطهم وتعهدهم بالأرض المقدسة في الكتاب المقدس، والولايات المتحدة تؤيد إقامة دولة يهودية بعد الإبادة النازية".
"ولكن الحق يقال، أنّ البلدين في مكان استراتيجي حرج، فأمريكا هي الضامن الآمن الوحيد في نهاية المطاف لإسرائيل، ولكن إسرائيل لا يمكن أن تتخذ منهج المعاملة بالمثل، فالجيش الإسرائيلي لن يكون موضع ترحيب في أماكن قد تكون فيها أمريكا في حالة حرب".، أضافت الصحيفة.
ولفتت الصحيفة الى العلاقة الاستراتيجية بقولها"الركن الاستراتيجي هو الجزء الاكثر بساطة ، والذي كانت جذوره منذ الحرب الباردة، عندما كانت إسرائيل موازنة لتصاميم القومية السوفياتية والعربية في المنطقة وقدمت للولايات المتحدة ملاذا آمنا لأسطول البحر الأبيض المتوسط في مقابل الحصول على الأسلحة الأميركية".. "في الماضي، كان يعوض ضعف الركن الاستراتيجي عن طريق عمود القيم، ولكن السيد ترامب ورث العلاقة مع إسرائيل في منعطف خطير، فيه كل الأركان ضعيفة في نفس الوقت"، منوهة الى أنه في حال فكك ترامب الاتفاق النووي الإيراني، كما تعهد خلال الحملة، من المرجح أن تواصل إسرائيل والولايات المتحدة جدالها حول أفضل طريقة للتعامل مع طهران.
وأكدت الصحيفة أن القلق الحقيقي هو على القيم، حيث تستعد الحكومة الإسرائيلية وحركة الاستيطان القوية لاستغلال موقف الإدارة الأمريكية المؤيدة لنتنياهو من خلال توسيع المستوطنات والأحياء في الضفة الغربية والقدس، وبالطبع فإن الحركة الوطنية الفلسطينية سترد على ذلك بالتحريض على العنف، ونظراً لعدم تكافؤ القوى، فالرد الإسرائيلي المحتمل سيكون أشد و بشكل أكثر معادي للديمقراطية.. مشيرة أن ترامب سيفي بوعده للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولكن على الأرجح - إما عن طريق الإهمال أو القبول، أو بصعوبة هائلة من الدبلوماسية - فإدارته ستتبنى نهجا اكثر تسامح مع الإجراءات الإسرائيلية.
الكاتب، يصور الأمور كيف ستبدو من 4 إلى 8 سنوات قادمة؟ فالدعم الأميركي للسياسة الإسرائيلية ذي الجناح اليميني المتزايد ، والذي يعني أن إسرائيل ستقيم المزيد من المستوطنات، والدبلوماسية الهادفة إلى حلول للدولتين ستكون ميتة أو ملغية، وسيتطلب العنف في الضفة الغربية من إسرائيل استخدام القوة لاستعادة النظام، وسوف تستمر الحياة السياسية في إسرائيل بالمزيد من التطرف وسط إيمان راسخ بأنه ليس لديها شريك فلسطيني وسط منطقة يتزايد الخطر فيها.. مضيفاً إذا تّمت هذه الامور، فإنّ القيم المشتركة سرعان ما ستتآكل، وهذه العملية مطروحة بالفعل بسبب عدد من الاتجاهات: انخفاض في الانتماء الديني في الولايات المتحدة، وخاصة بين اليهود، وتصورات تحالف لا يحظى بشعبية على نحو متزايد بين إسرائيل وإدارة ترامب ، كل ذلك يشير إلى إيجاد مسافة متنامية بين واشنطن والقدس.
وختمت الصحيفة قائلة إنّ الشراكة الأميركية-الإسرائيلية لن تنهار، فسياسة الكونغرس، العالم العربي المضطرب والجمود المطلق سيحافظ عليها بشكل أو بآخر، ولكن العلاقة ستصبح نسخة باهتة عما كانت ومما يمكن أن تكون، و ذلك سيكون بمثابة مأساة حقيقية للبلدين في الواقع.