تحت عنوان "بندر.. هزيمة في سورية وإيران" ، قامت صحيفة (السفير) اللبنانية بالكشف عن تفاصيل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان وماتناوله الرجلان خلال محادثاتهما في تموز الماضي، بعد خمسة أشهر فصلت بين "الزيارتين البندريتين"لموسكو، حيث حدث أمران كبيران أغضبا المملكة: أولهما، التفاهم الكيميائي السوري، وثانيهما، التفاهم النووي الايراني.
وبحسب الصحيفة اللبنانية فإن بندر خلال اللقاء لم يتردد، في استخدام "لغة المصالح" أكثر من مرة، و جرّب أن يغري الروس بصفقات أسلحة لمصر وباستثمارات وشراكة استراتيجية نفطية مفتوحة، تشمل الغاز والمصافي والصناعات البتروكيماوية، لكنه اشترط لذلك كله "إبرام تفاهمات سياسية في الملفين السوري والإيراني."
وأوضحت (السفير) أنه كان اللافت للانتباه في ذلك اللقاء، أن بندر استهل مداخلته بإبداء استعداده لإعطاء ضمانات أمنية لحماية الألعاب الشتوية في مدينة سوتشي بدءاً من السابع من شباط المقبل، وقال له بالحرف الواحد: "إن المجموعات الشيشانية التي تهدد أمن الألعاب نحن نتحكم بها، وهي لم تتحرك في اتجاه الأراضي السورية إلا بالتنسيق معنا".
كما قدم الضيف السعودي شرحاً مفصلاً عن صفقات الأسلحة، التي بحسب السعودية فإن الأولوية هي لتسليح الجيش المصري الذي يواجه استحقاقات أمنية كبيرة، داخلياً وإقليمياً، حيث قال "ولقد سبق أن أبلغتكم أننا ودولة الإمارات العربية المتحدة مستعدون لتمويل صفقة بقيمة أربعة مليارات دولار أميركي لمصلحة الجيش المصري، وعندما قام وزير خارجيتكم السيد سيرغيه لافروف ووزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو، بزيارة القاهرة في شهر تشرين الثاني الماضي، استقبلهما وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، وأبدى انفتاحه على أي تعاون مستقبلي، وذلك رداً على قرار واشنطن إعادة تقييم مساعداتها العسكرية لمصر بعد إزاحة محمد مرسي من السلطة".
وحول الأزمة السورية أعرب بوتين عن موقفه المحايد ورغبته في انهاء العنف المسلح عبر حل سياسي واصلاحات واطلاق ورشة الإعمار والمصالحة، في حين كل مايريده بندر والدول الداعمة له هو إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد.
وحاول بندر أن يستدرج الروس الى ما يمكن أن يخرج عن (جنيف 2)، فقال بوتين:" المدخل المقترح هو أن يبقى بشار الأسد رئيساً خلال المرحلة الانتقالية التي ستقودها حكومة انتقالية وفقاً لمقررات (جنيف 1) وما سينتج عن (جنيف2)"، في حين اقتصر جواب بندر على أنه لا يملك أجوبة ومن واجبه أن يتشاور مع الرياض.
وبعدها عاد بندر إلى الرياض، وانتظر الروس أجوبته و عندما تأخر، سألوا عنه مراراً قبيل رأس السنة وبعده، وكان الجواب أنه في إجازة مرضية طويلة في العاصمة الأميركية.