قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنه إذا كان ما يحدث في بالتيمور قد حدث في بلد أجنبي، فإليك ما كان سيكتبه الإعلام الغربي لتغطية تلك الأحداث:
أعرب الزعماء الدوليون عن قلقهم إزاء تصاعد موجة العنصرية والعنف التي تنتهجها السلطات في أمريكا، وخاصة فيما يتعلق بمعاملة الأقليات العرقية في البلاد وحالات الفساد لدى قوات الأمن التي تتبنى سياسات وحشية.
كانت الأزمة الأخيرة في بالتيمور قد اندلعت إثر مقتل رجل أعزل يدعى "فريدي جراي"، والذي أصيب بكسر في العمود الفقري بينما كان قيد الاعتقال من قبل قوات الشرطة.
فالشباب الذكور الأمريكيون السود في الولايات المتحدة أكثر عرضة للقتل على أيدي قوات الأمن بمعدلات تصل إلى عشرين ضعفاً مقارنة بغيرهم من الشباب الذكور البيض الأمريكيين.
إلى ذلك، نشرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً دعت فيه النظام الأمريكي لكبح جماح ضباط أمن الدولة الذين يتعاملون بوحشية مع أفراد الأقليات العرقية في أمريكا.
وبينما عرضت فلسطين مواصلة تقديم الدعم والمساعدة للناشطين الأمريكيين المؤيدين للديمقراطية، قالت حركات مصرية داعمة للديمقراطية أنهم سيشاركون الأمريكان السود خبراتهم الماضية في مواجهة أسلحة الشرطة القامعة للاحتجاجات.
كما أدانت الأمم المتحدة النزعة العسكرية والوحشية لقوات الأمن الأميركية, مؤكدة أنه لا يوجد أي مبرر للعنف المفرط من قبل الشرطة.
ويتوقع المحللون الدوليون أن تنبت بذور "الربيع الأمريكي" في الولايات المتحدة, تلك البذور التي سيتم تغذيتها عن طريق التكنولوجيا.
وفي الوقت الذي فرض فيه القادة المحليون في بالتيمور الأمريكية حالة الأحكام العرفية هذا الأسبوع، فقد دعت الدول في جميع أنحاء العالم المواطنين ذوي البشرة الداكنة إلى تجنب السفر إلى المناطق التي تشهد عنفًا من الدولة ضد شعب أعزل.
كما ناشدت منظمات حقوق الإنسان الدولية المجتمع الدولي لتسهيل منح حق اللجوء للأقليات العرقية السوداء في الولايات المتحدة, غير أن ردود الفعل الأوروبية الأفريقية حيال تلك المناشدات قوبلت بردود فعل سلبية.
المتحدث باسم حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي، وردًا على سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي على استعداد لتحمل المزيد من اللاجئين السود الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الفرار من عنف الدولة الأمريكية، قال إن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لذلك، خاصة في ظل أزمة المهاجرين التي تواجهها أوروبا في البحر المتوسط مؤخراً, وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يأمل في حلول أمريكية للمشاكل الأمريكية.
وبينما جاء الرد الأوروبي سلبياً إزاء هذه المناشدة، فإن الاتحاد الأفريقي لم يكلف نفسه حتى عناء الرد والتزم الصمت.
أما المسؤولون في الحكومة الأمريكية فقد وصفوا المتظاهرين خلال حديثهم لوسائل الإعلام الحكومية بالبلطجية، وهي كلمة مشفرة عنصرية تستخدم بشكل متزايد لوصف الذكور السود في أمريكا.
مركز الإعلام الإلكتروني