عقد في جامعة دمشق يوم أمس الإثنين ملتقى البعث الحواري الأسبوعي، حيث تركزت مناقشات المشاركين في الملتقى حول الفكر التكفيري وأثره على الوحدة الوطنية.
وكان وزيرالإعلام عمران الزعبي قد أكد خلال الملتقى على أن العدوان على سورية "يرمي إلى إسقاط علم فلسطين في دمشق لأن ذلك يعني إسقاط العروبة والإسلام والمقاومة ومنظومة القيم الوطنية والقومية التي تمثلها"، لافتاً إلى أن "المتآمرين يريدون أن يحصلوا بالسياسة عبر المؤتمر الدولي حول سورية (جنيف2) على هذه النتيجة بعد فشلهم من خلال إرهابهم وجرائمهم".
في حين دعا عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح، إلى وضع مشروع متكامل لمواجهة هذه الظاهرة بالتعاون بين الكتاب والمثقفين ورجال الدين والإعلاميين يستند بالأساس إلى العقيدة لمواجهة هذا التكفير بالفكر لحماية وصيانة المجتمع من هذه الأفكار الخطيرة، وإبراز الهوية الوطنية والانتماء للوطن وضرورة التركيز على دور الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات التكفيرية وجرائمها.
بدوره بين وزيرالأوقاف الدكتورمحمد عبد الستار السيد "إن الإسلام بريء من الفكر الإرهابي التكفيري"، وأن مفهوم "الجهاد" الذي تمتهنه الجماعات التكفيرية مبني على "قواعد خاطئة"، إذ أن "الجهاد" لا يستخدم إلا بأمر الحاكم لقتال المعتدين وأن استخدام هذه الجماعات الشعارات الدينية بغرض القتل إساءة للإسلام.
كما كشف وزيرالأوقاف أن الوزارة بصدد الانتهاء من إنجاز كتاب يتناول فقه الأزمة وبيان الأحكام الشرعية فيما يخص الإسلام السياسي و"الجهاد" و"جهاد النكاح" وغيرها من الأحكام، وتم انجازه بالتعاون مع اتحاد علماء بلاد الشام والمجمعات الدينية، لافتاً إلى أن هذا الكتاب "سيكون جاهزاً بعد شهر تقريباً وسيوزع على المواطنين وخطباء المساجد كجزء من حملة توعوية لنشر الفقه الجديد".
وتطرق الدكتور محمد توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إلى الرؤية الشرعية للتكفير، موضحاً أن الاختلاف سنة الهية وأن "الناس يتجاوزون خلافاتهم بالعقل والحوار وليس بالبطش والقتل"، وأن من يصدر فتاوي التكفير بحق فئات من المسلمين إنما "يصدرها كما تمليها عليه الجهات التي توظفه".
وبين البوطي الفرق بين "تسييس الدين من خلال اتخاذه مطية للحصول على مكاسب سياسية وتديين السياسة عبراتباع مناهج صحيحة في الحكم والإدارة"، مشيراً إلى أن "ظاهرة التكفيرعبارة عن برنامج لقتل المقاومة واستهداف سورية".
يشار إلى أنه قد حضر الملتقى أمناء فروع حزب البعث في القنيطرة وريف دمشق والجامعة ورئيس جامعة دمشق وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين والكتاب العرب والهيئة التدريسية في جامعة دمشق وباحثون ومحللون سياسيون.