الإعلام الإلكتروني
هناك من يهوى إعادة التاريخ، فاليوم جرائم الإبادة الجماعيّة التي ارتُكبت في ذلك الماضي لا تسقط بالتقادم و العنوان الواضح لتلك الجرائم، ففي الذكرى المئويّة الأولى لمجازر" سيفو" بحق السريان، وتحت شعار "كي لا ننسى"، أقامت بطريركية السريان الأرثوذكس بدمشق، قدّاساً احتفاليّاً، برعاية قداسة الحبر الأعظم مارإغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم أجمع.
حيث استنكر البطريرك "ما يتعرض له أبناء سوريا وأبناء العراق اليوم، على أيدي تنظيماتٍ إرهابيّةٍ تكفيريّةٍ من تهجير وتقتيل، من قبل "أعداء الخير والإنسانيّة"، معتبراً ذلك جريمة بحقّ النفس البشريّة والحضارات الإنسانيّة التي قامت على هذه المناطق، مؤكداً أنّ المنظمات الدوليّة وهيئات حقوق الإنسان تراقب هذه الجرائم دون أنّ تحرك ساكناً.
من جهته، قال الأب "غبرييل داوود": "نحن اليوم نحيي الذكرى المئويّة الأولى لشهدائنا السريان و الأرمن الذين قضوا في سبيل الدفاع عن إيمانهم، فإنّ تأمّلنا اليوم بما يحدث في سوريا من مجازر تُعاد بعد مئة سنة مرّت، لأنّ هذا الفكر هو حفيد الفكر العثماني والسياسة التي كانوا يتّبعونا، فنحن اليوم أحفاد الشهداء، لذلك نحن سنبقى هنا ولن يستطيعوا اقتلاعنا".
بدوره، أكّد المطران "لوقا الخوري": أنّ العثمانيين يريدون قتل كلّ من لا يؤمن بعقيدتهم، ففي تلك الأيّام وجب قتل المسيحي، ولكن اليوم ليس المسيحيّة فقط بل كلّ من لا يأتمر بأوامرهم يُقتل". مؤكّداً: أنّ ما يحدث في سوريا اليوم هو وصمة عار على جبينكم وسيصل إلى بلادكم كما وصل إلى فرنسا وبريطانيا وغيرها من بقاع العالم لأنّ هؤلاء ليس لهم دينٌ أو إله، فإلههم هو الشيطان و فقط الشيطان".
فيما اعتبرت المواطنة "ماري": "أنّ القصّة بدأت منذ أكثر من مائة سنة، فالمذابح منذ مائة سنة تتكرر اليوم لتصبّ في مصلحة أعداء سوريا، و بالرغم من كلّ ما تتعرض له ستبقى واقفةً مستنكرةً ما صرّح به رجب طيّب أردوغان بمناسبة ذكرى إبادة الأرمن والسريان، عندما ادعى بأنّ هذه المجازر هي ألمٌ مشترك ليساوي بين الضحيّة و الجلّاد".
من جانبه أكّد المواطن "بيير": "نحن كمسيحييّن رسالتنا هي رسالة سلام، فالمسيح أتى ليعمّ السلام و ينشر المحبّة، وهذه هي رسالتنا إلى كلّ العالم، ونحن باقون لأنّنا أهل هذه الأرض شاؤوا أمّ أبوا ، فرسالتنا رسالة محبّة وليست رسالة دمّ".
بعد كلّ ما ذُكر أو اسُتذكر، على المنظمات الدوليّة وهيئات حقوق الإنسان أنّ تقوم بواجبها لمنع تكرار هذه المجازر و الإبادات بحقّ الشعوب، وليس أنّ تراقب فقط ، فما يحدث اليوم في المنطقة جمعاء، وخصوصاً سوريا، وفي أوربا هو كافٍ ليذكّر العالم الأوربي وكلّ من له يدٌّ في دعم هؤلاء الإرهابيّين، بأنّ ما من أحد محمي من هذه الأعمال الإجرامية.
فريال خضور - ربى شلهوب