الاعلام تايم_ نسرين ترك
بفرح وقف أطفال سورية على مسرح دار الأوبرا، هناك غنّت ملائكة بلاد الحرب للسلام..هم من سرقت الحرب طفولتهم إلّا أنها عجزت عن سلب أحلامهم وإرادتهم، فهزموا المستحيل ووصلوا إلى خشبة المسرح، فكانت لغتهم إلى العالم موسيقا..
أطفال السلام لبسوا أبيضاً عكس نقاء أرواحهم ورنموا من القلب فكانت كلمتهم حلوة يا بلدي، وراياتك بالعالي يا سورية.. غنّوا روائع فيروز.. وأمنياتهم تصدح بصوتهم " ما أحلى أن نعيش في خير وسلام.. لاشر يؤذينا.. لاظلم يؤذينا.."
وقف على خشبة مسرح دار الاوبرا مساء اليوم الأحد،150 طفل هم من ضمن 2400 طفل مّمن استهدفهم مشروع فرقة "أوتار"، الذي قام برعاية ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية وعدد من المنظمات والمؤسسات وعلى رأسها "اليونيسف"، وتضمن 16 مركز يستهدف عدّة فئات من الأطفال، الفئة الأكبر هم الأطفال المتضررين من الحرب والمهجّرين من منازلهم، الأيتام ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
الحفل بدأ بعرض فيلم يلخص مسيرة فريق "أوتار" وعملهم مع الأطفال.. وخلال التسجيل المصوّر يردد أحد الأطفال: " كنّا خايفيين ومرعوبين من الحرب، وبدل ما نسمع صوت صواريخ وضرب صرنا نسمع صوت عزف وأغاني وضحك"، كما عُرضت تجارب الأطفال والأهالي وكيف أنّ الموسيقا باتت قوتهم لزرع المحبة.
المواهب الفردية لم تغب عن الحفل فأبدع الطفل "فادي حلاق" من ذوي الاحتياجات الخاصة بعزف مقطوعة "حنّا السكران" على البيانو.. وتلته طفلة أضاءت المسرح بصوتها، فهي التي فقدت نور عينيها راحت تشعّ بصوتها أغانيٍ من الطرب الأصيل حيث رافقها مدير دار الأوبرا "جوان قرجولي" بالعزف على آلة العود.
أطفالٌ حلموا بالصعود على المسرح، يحلمون اليوم بتشكيل أوكسترا عالمية، وأن يشاركهم أحلامهم أطفال حلب.
راحوا يرتلون المحبة.. هم من لم يروا من الحياة إلّا أوجاعها باتوا اليوم يرسمون فرحاً بيتاً وعصفوراً وسلاماً..
أطفالٌ أرادوا إخماد الحرب بالموسيقا، علّ العالم يسمعهم وهم يرددون: "ياعالم أرضي محروقة.. اعطونا الطفولة.. اعطونا الأمان".