الإعلام الالكتروني
نتيجة للآثار الكارثية التي تركتها الحرب على الصعيدين الإنساني والمادي، و استخدام الأسلحة بشكل عشوائي ، جعل سورية ملوثة بالمخلفات المتفجرة ، والتي أثرت بشكل كبير على حياة ومعيشة شريحة كبيرة من السكان وتهديد التنمية الاقتصادية لصعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق الزراعية والصناعية الحيوية، تحت رعاية وزارة التربية أقامت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ورشة عمل اليوم لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للتوعية من مخاطر المخلفات المتفجرة في سورية، في فندق الشام بدمشق.
وأكد الدكتور هزوان الوز وزير التربية أن سورية، الوطن والإنسان، ستنهض من الحرب الحالية أكثر عزيمة، وأقوى صلابة، وأشدّ مضاء، في مواجهة صنّاع الموت والدمار والخراب وفي بناء الإنسان العاشق للضوء والحريّة بحقّ والمبدع للحياة..
جاء ذلك خلال افتتاحه ورشة عمل لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للتوعية من مخاطر الحرب المتفجرة في سورية، باعتبار هذه الظاهرة طارئة على مجتمعنا السوري الذي عُرف لوقت طويل بأنه من أكثر بلدان العالم أمانا، موضحا أن الحرب التي واجهتها سورية وما تزال تواجهها، فرضت على السوريين وعلى الوزارة أنماطا جديدة من العمل، تحقيقا لمهمتين معا: مهمة متابعة العملية التربوية، ومهمة بناء الإنسان علما، وتربية، ووعيا، وكان المتعلّم في هذا المجال ركيزة أساسية في هاتين المهمتين، ولاسيما ما يعني حمايته من آثار هذه الحرب الحقود على البشر كحقدها على الحجر والشجر، ومن ذلك تثمير وعيه بمخلفاتها من الذخائر والمتفجرات والقنابل والألغام التي يمكن أن تبقى بعد صمت هذه الحرب إلى الأبد.
من جهتها أشارت هناء سنجر الممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في سورية إلى أن حياة الأطفال في سورية وأمنهم وحمايتهم تأثرت بشكل خطير بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد، الأمر الذي يتطلب ضرورة حماية الأطفال من هذه الأزمة ورفع مستوى وعيهم في كيفية حماية أنفسهم من المخلفات المتفجرة في بيئتهم، لافتة إلى أن وزارة التربية عملت بجهد كبير ومتواصل لتحقيق هدف وأمن وحماية الأطفال في هذا المجال، وكانت منظمة اليونيسيف شريكة الوزارة في هذه الجهود، موضحة أن بدايات هذه الجهود كانت بإضافة مادة ترفع وعي الأطفال حول المخلفات المتفجرة إلى المنهاج الدراسي، وتطوير منهج تدريبي بتدريب “50” مدربا رئيسيا، ومن ثم تدريب “800” مدرس، ونقل المعرفة إلى “270” ألف تلميذ وما زالت الجهود مستمرة .
وتهدف الورشة إلى مناقشة استراتيجية وطنية للتوعية من مخاطر المخلفات المتفجرة في سورية، من خلال تحسين نظم جمع البيانات وإدارة المعلومات ، وتعزيز القنوات والوسائل الحالية وتطوير نظام مراقبة حوادث المخلفات المتفجرة، وتحطيط وتنفيذ حملات طارئة وموجهة للتوعية حول المخاطر على مستوى المجتمعات والمدارس في جميع أنحاء القطر، وتقوية آليات التنسيق على المستويين الوطني والمحلي بمشاركة مباشرة من المجتمعات المتأثرة بها، بالإضافة إلى بناء قدرات المجتمعات ، والجهات الوطنية والمحلية المعنية في هذا المجال، إضافة لتطوير مجموعة من الآليات لتحسين دمج التوعية حول المخاطر ضمن الأنظمة التعليمية وغيرها من النشاطات والفعاليات المجتمعية.
وشارك في الورشة ممثلون عن وزارات “الخارجية والمغتربين والداخلية والصحة والإدارة المحلية والشؤون الاجتماعية والإعلام والبيئة”، وممثلون عن الهيئات والمنظمات “المكتب المركزي للإحصاء، منظمة الهلال الأحمر السوري، وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، المجلس الدانمركي لشؤون اللاجئين”.
متابعات