أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وثائق مشاورات فيينا تنص بكل وضوح على أن تقرير مصير سورية يعود إلى مواطنيها، ومعنى ذلك أن "مسألة الرئيس السوري بشار الأسد وشرعيته مغلقة".
واستهجن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشدة مزاعم رئيس النظام التركي رجب أردوغان حول مشاركة مواطنين روس في صفقات النفط المسروق مع تنظيم “داعش” الإرهابي مستشهدا بمثل روسي قديم يقول “قبعة اللص تحترق”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في بلغراد أمس الخميس 3 كانون الأول ردا على مزاعم أردوغان بهذا الصدد: “لم أسمع بهذه التصريحات ولكن من الغريب أنها جاءت بعد مرور عدة أيام من إثارة موضوع تجارة النفط غير المشروعة في الفضاء الإعلامي بعد أن قدمنا حقائق محددة.. ولا أعلم ماذا أقول .. هنا يستحضرني فقط القول المأثور عن القبعة ولا شيء يتبادر إلى ذهني أكثر من ذلك”.
كما أعلن لافروف بخصوص لقائه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه “لم يسمع جديدا” خلال لقائه معه مشيرا إلى أن علاقات روسيا مع تركيا لن تعود كما كانت سابقا.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقب لقاء جاويش أوغلو على هامش أعمال مجلس وزراء خارجية بلدان منظمة الامن والتعاون فى أوروبا المنعقد في العاصمة الصربية بلغراد: “علاقتنا مع تركيا لن تبقى كما كانت سابقا لكننا نميز بين الشعب التركي ومن أعطى أوامر إجرامية”.
من جهة ثانية أعلن لافروف أنه اتفق مع نظيره الأمريكي جون كيري حول ضرورة إغلاق الحدود بين سورية وتركيا مشيرا إلى أن موسكو تنظر بحذر شديد إلى محاولات إظهار مجموعات تتعاون مع تنظيم “داعش” الإرهابي كقوى معتدلة.
وأكد لافروف أن وثائق مشاورات فيينا تنص بكل وضوح على أن تقرير مصير سورية يعود إلى مواطنيها مضيفا إن معنى ذلك أن “مسألة الرئيس بشار الأسد وشرعيته مغلقة”.
وأشار لافروف إلى أن وقف إطلاق النار في سورية يجب ألا يشمل التنظيمات الإرهابية وقال “إن فكرة شركاء روسيا الغربيين تتلخص في أن يتزامن بدء العملية السياسية في سورية مع وقف إطلاق النار.. وذلك وسط إجماع الدول الأعضاء على أن وقفه لا يشمل التنظيمات الإرهابية.. بالتالي فتنفيذ هذه الفكرة على الصعيد العملي يتطلب الاتفاق على تعريف من هم الإرهابيون”.
ودعا لافروف إلى “دعم الجهود المبذولة” من قبل المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الهادفة إلى تشكيل وفد “المعارضة السورية” مشيرا إلى ضرورة أن يتم تشكيله دون هيمنة مجموعة ما على مجموعة أخرى.
وأعلن وزير الخارجية الروسي في وقت سابق أنه لن يتجنب اللقاء بنظيره التركي في بلغراد وقال “الجانب التركي يطالب بإلحاح بتنظيم لقاء مباشر على هامش أعمال مجلس وزراء خارجية بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المزمع في بلغراد.. لن نتهرب من هذا اللقاء.. لنستمع إلى ما سيقوله لنا”.
وفيما يتعلق بقرار بريطانيا انضمام قواتها لـ “التحالف” ضد تنظيم “داعش” الإرهابي قال لافروف “يجب ان يعتمد ذلك على قرار أممي وهذا يعني إما قرار مجلس الأمن الدولي أو الاتفاق مع حكومة الدولة التي تجري فيها عملية مكافحة الإرهاب.. ولو أرادت الدول الأجنبية المشاركة في العملية فيجب أن تكون هناك هذه الاتفاقية وهذه الموافقة”.
وانتقد لافروف المعايير المزدوجة في مؤسسات منظمة الأمن والتعاون الأوروبية تجاه دول المنظمة نفسها وتجاه الدول خارجها مؤكدا أن الأمن مسألة لا تتجزأ ولا تجوز حماية أمن أحد على حساب أمن الآخرين.
وقال لافروف في كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا “إن مغازلة المتطرفين أملا في استغلالهم لغايات خاصة تندرج في خانة الجريمة ولا يمكن تحت أي تصنيف تبرير محاولات تعطيل مكافحة الإرهاب بتقديم الحماية العسكرية للإرهابيين بما يقيهم العقاب كما حدث في الأجواء السورية في الـ 24 من الشهر الماضي” في إشارة لإسقاط تركيا القاذفة الروسية “سو24″.
الاعلام تايم