أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول افريقيا ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في تصريحات للصحفيين اليوم الجمعة من العاصمة النمساوية "أن لقاء فيينا الرباعي أمس بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية أحدث قفزة نوعية في مسار تسوية الأزمة في سورية".
وشدد بوغدانوف على ضرورة أن يقتصر دور اللاعبين الخارجيين في الأزمة "على تهيئة الظروف الملائمة للسوريين من أجل الحوار فيما بينهم وضرورة أن يتم بالتوازي مع هذا الحوار تحديد الزمر الإرهابية وتحديد الجهات المسلحة القادرة على مكافحة الإرهاب والانخراط في العملية السياسية".
وأشار إلى "أن الاطراف المشاركة في اجتماع فيينا ستتبادل قوائم بالتنظيمات الارهابية والفصائل المعارضة التي ستنخرط بالعملية السياسية"، معتبراً أن النقاط العامة المتفق عليها وفق بيان جنيف لا تقبل أي تأويل كما ان القضايا الجوهرية من اختصاص السوريين انفسهم لأن هذا الأمر شأن خاص بهم.
وعن الجانب الروسي أكد بوغدانوف أنه "أعد قائمة تشمل الزمر والتنظيمات التي تعتبرها موسكو إرهابية تتعين محاربتها وتتضمن 38 مجموعة ويمكن توسيعها"، مشيراً إلى أن الأمريكيين وعدوا بأن يسلموا قوائمهم فيما سلم الجانب السعودي قوائمه.
كما جدد التأكيد على أن الأهداف العامة تحددت منذ أمد وجرى الإجماع عليها وفي مقدمتها "مكافحة الإرهاب والتحول السياسي على أن تبقى سورية بلداً علمانياً يحفظ حقوق جميع مكوناتها".
ولفت بوغدانوف إلى أن اختيار بغداد مقراً لمركز المعلومات التنسيقي بين روسيا وإيران والعراق وسورية لمكافحة الإرهاب لم يأت من فراغ لأن تنظيم “داعش” الإرهابي كان في العراق قبل أن يمتد منه إلى سورية، منبهاً الى أن خطر الإرهاب يتهدد الجميع ولا يفرق بين أي فئة من فئات المجتمعات ويلعب دورا هداما في تشويه صورة الإسلام.
وأوضح "أن الأمر الأساسي في التسوية هو أن تفهم المعارضة تماماً ما تريده وتنسق مع الاخرين للتوصل الى مقاربات مشتركة وتشكيل وفد يعبر عن هذه المقاربات خلال مفاوضات مع الحكومة السورية كما هو منصوص عليه في بيان جنيف".
ولفت بوغدانوف إلى أن روسيا تؤيد بشكل عام مشاركة ما يسمى “الجيش الحر” كهيكلية في تسوية سياسية في سورية، قائلاً "إننا حتى الآن لا نفهم من الذي سيمثله ونحن لا نزال بانتظارهم لإيضاح هذا الأمر او بانتظار شركائنا الذين يحتفظون بعلاقة معهم لابلاغنا بذلك".
بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم "أن الأطر الزمنية للعملية التي تقوم بها القوات الجوية الروسية ضد الإرهاب في سورية مرتبطة بفترة استمرار القوات السورية بعملياتها العسكرية ضد الإرهاب".
وأكد بيسكوف "أن العملية الروسية في سورية تجري بهدف مساعدة ودعم القوات المسلحة السورية في عملياتها الهجومية ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة .. والموقف الروسي مبني على أساس أن أي تسوية سياسية في سورية ستكون صعبة التحقيق إذا لم توجه هذه الدولة ضربات عسكرية قاسية تقضي بها على كل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة أيضاً".
وأضاف "إن المجتمعين في فيينا لا يناقشون مسألة الرئيس بشار الأسد بل يناقشون مسائل التسوية السياسية في سورية لأن المستقبل السياسي لرئيسها يحدده السوريون فقط ولا أحد غيرهم".
وأشار إلى وجود تفاهم حول ضرورة التسوية السياسية للازمة في سورية وعدم وجود بديل عنها، قائلاً "إن هذا هو الأمر الوحيد الذي يمكن الجزم به في الوقت الراهن وربما الأهم والذي تسعى إليه مطولا كل الجهود الدولية المبذولة في البحث عن صيغ مختلفة للتسوية".
كما لفت بيسكوف إلى أن الأطراف المجتمعة في فيينا تمثل جهات حكومية فقط وقادرة على تقديم “قسطها المطلوب” للبحث عن التسوية.
الاعلام تايم