بعد فترة وجيزة من بدء الضربات الروسية في سورية، بعد طلب دمشق المساعدة في مكافحة الإرهاب سارعت بعض وسائل الإعلام إلى نشر تقارير تدّعي أنّ الحملة بقيادة موسكو أسفرت عن مقتل مدنيين،
في هذه الأثناء، دحض الكرملين الشائعات بأنّ الضربات الجوية الروسية تقوم بضرب بنية تحتية غير إرهابية في سورية، معتبراً أنّها لا أساس لها من الصحة، ومؤكداً عدم وجود أي معلومات محققة حول هذا النشاط المزعوم.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كونوشينكوف للصحفيين يوم الاربعاء أنّ موسكو نفذت في اليوم الأول من حملتها الجوية 20 ضربة جوية بمفردها ضد تنظيم "داعش". وأكدّ أيضاً أن الطائرات الروسية لم تضرب أي بنية تحتية مدنية أو أي من المناطق القريبة منها كما زعمت بعض وسائل الاعلام في وقت سابق.
وفي مقابلة حصرية، مع وكالة "سبوتنيك" الروسية الإخبارية، للبروفيسور ميشيل شوسودوفسكي، مدير المركز الكندي لأبحاث العولمة حول كيفية المساعدة التي توفرها موسكو للحكومة السورية في حربها ضد الجماعات الإرهابية التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة، أكد قائلاً إن "كافة هذه المنظمات الإرهابية مدعومة من قبل المخابرات الأميركية. .في الواقع اعترفت وسائل الإعلام الرئيسية بأنّ هؤلاء المتمردين مدعومين من قبل وكالة المخابرات الأميركية المركزية. كما أكدّت صحيفة وول ستريت جورنال بأنّ الضربات الجوية الروسية في سورية استهدفت متمردين تدعمهم المخابرات المركزية الأمريكية. "هؤلاء المتمردين هم إرهابيين من ضمنهم جبهة النصرة".
وتابع شوسودوفسكي : "المسألة الخطيرة هنا باعتقادي هو أنّ القوات الجوية الروسية تشنّ الآن هجمات موجهة ضدّ "جبهة النصرة" بالتنسيق مع الحكومة السورية بينما تقول الولايات المتحدة أنّ روسيا تلاحق إرهابيي أميركا الجيدين بدلاً من الإرهابيين السيئين."
ويضيف شوسودوفسكي لـ "سبوتنيك" "إنّهم يقومون بالتمييز بين تنظيم "داعش" والمنظمات الإرهابية الأخرى، وجميعها مدعومة سراً من قبل الولايات المتحدة ".. إنّ روسيا تستهدف جنود التحالف العسكري الغربي، "بالأساس المرتزقة الذين جنّدتهم منذ البداية منظمة حلف شمال الأطلسي والقيادة العليا التركية بالتواطؤ مع المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل."
وذكّر شوسودوفسكي أنّه في أوائل عام 2012 قامت واشنطن بتصنيف "النصرة" على أنّها منظمة إرهابية بيد أنّها الآن تدعمها رسمياً.."تناقض وسائل الاعلام الغربية نفسها لكنّها تعترف بصراحة أنّ وكالة المخابرات المركزية تدعم الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة داخل سورية".
و حول الضربات الجوية الروسية ، قال شوسودوفسكي، "من المثير للسخرية أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها بريطانيا وفرنسا وكندا قامت بقصف سورية والعراق لأكثر من سنة، وهنا نتحدث عن عدة آلاف من الضربات، وهناك أدلة كثيرة، وليس من وسائل الإعلام الغربية، على أنّ هذه الضربات لم تكن موجهة نحو أهدافٍ إرهابية بل كانت موجهة نحو البنية التحتية المدنية ".
وأضاف "إنّ روسيا تشارك في عملية قصف دقيقة جداً أكثر من كونه قصفٌ شامل قامت به دولة كالولايات المتحدة الأمريكية، ووسائل الإعلام الآن تتهمهم باستهداف المدنيين. إنه خطاب مزدوج مع عدم وجود دليل على ذلك"، لافتاً أنّ الولايات المتحدة قامت بقصف سورية دون إشراف الحكومة ذات السيادة منتهكةً بذلك القانون الدولي.
ترجمة مركز الاعلام الالكتروني