جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن هدف العمليات العسكرية الروسية في سورية محاربة تنظيم "داعش وجبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي من نيويورك أمس الخميس: "إن هدف العملية الروسية في سورية مكافحة الإرهاب وليس دعم أي من الأطراف، لافتاً إلى أن القوات الجوية الروسية تستهدف في سورية مستودعات الأسلحة والوقود لـ “داعش”.
وأضاف لافروف: قلنا بوضوح إن عملياتنا في سورية رد على طلب من الرئيس بشار الأسد وبناء على قرار من مجلس الاتحاد الروسي وبموجب الدستور الروسي”.
وبين لافروف "إن التحالف الغربي لا يملك مرجعية قانونية للعمل في الأراضي السورية ولا يمكنه أن ينفذ عمليات على أراضي دولة ذات سيادة دون التوجه إلى حكومة هذه الدولة أو إلى مجلس الأمن،" مضيفا لو توجهوا إلى مجلس الأمن لكنا استطعنا الاتفاق على فكرة أو مشروع يرضي الجميع.
وأضاف لافروف: “لدينا تساؤلات كثيرة حول الضربات الفرنسية على الأراضي السورية ولا سيما بأنهم يقولون إنها جاءت وفق مبدأ حق الحماية الذاتية الاستباقية واستهدفوا أشخاصا كانوا يخططون لأعمال إجرامية في الأراضي الأوروبية دون أي برهان.
وقال لافروف: قلنا إننا سنحارب "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى وهو الموقف ذاته لدى الولايات المتحدة.. وممثلو التحالف كانوا دائماً يقولون إنهم يستهدفون “داعش والنصرة” والإرهابيين الآخرين وهذا موقفنا أيضا ونحن في موقف واحد مع التحالف”.
وأضاف لافروف: إننا بحاجة إلى إعلام صريح ينقل الحقيقة دون أن يكون هناك تفسير إضافي للتصريحات التي ادلى بها الرئيس الروسي.
وأعرب لافروف عن رفضه للتصريحات التي أطلقها وزير الدفاع الأمريكي حول الضربات الجوية الروسية في سورية ولم يستند فيها إلى الواقع بل إلى الإعلام، وقال: “نحن نعرف عن حرائق كثيرة صبت وزارة الدفاع الأمريكية النار عليها ولا سيما في المنطقة”.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تعمل منذ بداية الأزمة فى سورية مع الصين للحيلولة دون اتخاذ “مواقف متطرفة” بما فيها استخدام القوة ضد سورية.
وأوضح لافروف أن روسيا لا تريد من خلال العملية التى تقوم بها في سورية إبعاد الأنظار عما يجري في أوكرانيا.
وبالنسبة للخلافات بين روسيا وأمريكا حول تسوية الأزمة في سورية أكد لافروف أن اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما “تم في جو بناء وجرى تبادل الآراء بشكل صريح وكان هناك تفاهم تام فيما بينهما” مبينا أن هذا “التفاهم التام لم يؤد بسبب من الأسباب إلى التعاون التام والكامل بين الدولتين”.
وقال لافروف إن “تسوية الأزمة في سورية توجب الاطلاع على مضمون بيان جنيف الذي ينص على “الهيئة الانتقالية” والتي يقول الأمريكيون انه من أجل ذلك على الرئيس بشار الأسد الرحيل ولكننا ندعوهم للاطلاع على هذه المادة من البيان لأن ذلك يجب أن يعتمد على الموافقة الكاملة من قبل كل الأطراف السورية”.
وتابع لافروف “إذا كنا نحترم عملية سير المفاوضات فعلينا التوصل لقرارات متفق عليها.. وأي شروط مسبقة مرفوضة ولكن الأمريكيين يقولون لنا إنه لا يمكن تدمير “داعش” إلا بعد رحيل الأسد” مؤكدا أن مثل هذه التصريحات غير جدية وعليهم استخلاص العبر من الماضي.
وقال لافروف “أؤكد مجددا أن بيان جنيف هو ما نلتزم به لحل الأزمة في سورية ويجب عدم نسيان العملية السياسية في سورية وعدم اشتراط محاربة “داعش” بتغيير النظام السياسي في سورية”.
وشدد لافروف على وجوب أن تكون “محاربة الإرهاب أولوية قبل كل شيء” مبينا أنه بالتوازي مع ذلك يمكن إنجاز الكثير في المسار السياسي و”على جميع أطياف المجتمع السوري الاتفاق على الأبعاد الأساسية للدولة السورية العلمانية والديمقراطية والانتخابات وحقوق الأقليات العرقية والدينية ويجب مراعاة هذه الحقوق وتثبيت ذلك في وثيقة”.
وحول إمكانية التصويت على القرار الذي طرحته روسيا وينص على أن الدول المهددة من الإرهاب يجب ان تكون جزءا من التحالف لمحاربة الارهاب أكد لافروف أنه لا يمكن اقصاء بلد يتعرض للهجمات الإرهابية من أي تحالف لمحاربة الإرهاب لان ذلك يخالف القانون الدولي وقوانين الأمم المتحدة وهو أمر غير عملي من جهة أخرى وقال “من يريد محاربة الإرهابيين يجب أن يتعاون مع كل من يحاربهم”.
وحول لقائه مع مندوبي الدول الخليجية أوضح لافروف “أنه تم تنسيق كثير من الأمور بما فيها مكافحة الإرهاب وتشجيع إيجاد حل سياسي في سورية بناء على بيان جنيف والوصول إلى توافق الحكومة والمعارضة السورية”.
واعتبر لافروف أن التصريحات حول عدم شرعية النظام السوري تعد نفاقا لأنهم كانوا يعتبرون الحكومة السورية شرعية عندما كان يدور الحديث عن تسوية ملف الأسلحة الكيميائية السورية وحين يطلب اليهم التعاون اليوم مع الحكومة الشرعية بعد التخلص من الأسلحة الكيميائية لمكافحة الإرهاب فإنهم لا يريدون التوجه إلى هذه الحكومة.
ورأى لافروف أن إنجاح المبادرة التي أطلقها المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا يتطلب دعما من قبل جميع اللاعبين الدوليين الخارجيين ومن ضمنهم روسيا والولايات المتحدة والصين والدول الإقليمية.
وقال لافروف “إننا نحاول إيجاد إمكانيات لخلق ظروف مؤاتية لإطلاق العملية التي يقوم بها دي ميستورا وهو عمل صعب بسبب الشروط الاستباقية التي لا يمكن طرحها”.
وعن إمكانية توسيع الضربات الجوية الروسية لتشمل العراق قال لافروف “نحن لا نخطط لتوسيع ضرباتنا الجوية إلى العراق ولن نتوجه إلى أماكن أخرى لسنا مدعوين إليها”.
ورأى لافروف أن المركز المعلوماتي الذي تم تأسيسه في بغداد ويدخل فيه ممثلون عسكريون عن روسيا والعراق وسورية وإيران وممثلون عن الأكراد يمكن أن يجعل عمليات محاربة الإرهاب أكثر فاعلية.. والمعلومات الاستخباراتية مفيدة في محاربة الإرهاب.
وحول انتقاد العمليات الروسية في سورية أكد لافروف “إن الضربات الجوية الروسية لم تخرج خارج التنظيمات الإرهابية التي تم إدراجها في قوائم المنظمات الإرهابية حسب القانون الدولي أو القانون الروسي”.
ولفت لافروف إلى أن موقف روسيا تجاه القضية الفلسطينية متواصل منذ أيام الاتحاد السوفييتي وهي اعترفت بدولة فلسطين وهذا الموقف لن يتبدل.
وأكد لافروف أن حل أزمة اللاجئين يكون في معالجة أسبابها ولا سيما الازمات المستمرة في الشرق الاوسط لافتا إلى أن الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلب عملا سريعا وفوريا ولا سيما أن الجميع يقولون إن تنظيم “داعش” الإرهابي يتمدد وبعد مرور سنة استولى على أراض شاسعة.
وفي وقت سابق بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و نظيره الصيني وانغ يي خلال لقائهما اليوم على هامش اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة مسائل التصدي للإرهاب في الشرق الأوسط والحل السياسي للأزمة في سورية.
وجاء في بيان للخارجية الروسية اليوم إن “الوزيرين ناقشا بشكل مستفيض المسائل الملحة في جدول الأعمال الدولي والثنائي بين البلدين وبحثا الوضع في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك ضرورة تعزيز التصدي لتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى إضافة إلى تحريك مسألة التسوية السياسية في سورية”.
وأوضح البيان أن الوزيرين “تبادلا الرأي حول الوضع في منطقة شمال شرق آسيا كما تطرقا إلى مواضيع الأمن الإعلامي وأبديا ارتياحهما لمستوى التعاون بين روسيا والصين في أعمال منظمة الأمم المتحدة ودعيا إلى المزيد من التعاون في هذا المجال”.
مركز الإعلام الالكتروني