أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في حديث الى قناة الميادين أمس الاربعاء 22 تموز، أن أولوية سورية اليوم إنهاء الإرهاب وتجفيف منابع دعمه لافتة إلى أنه لولا صمودها لكانت الصورة في الاقليم والعالم مختلفة وأن الغرب بدأ يدرك ضرورة تغيير أساليبه والاعتراف بحقوق وكرامة الشعوب، اما بالنسبة للإصلاحات والوضع السياسي في سورية وما يجب أن يجري فهذا قرار الشعب السوري منذ اليوم الأول "فالأمور واضحة في ذهننا لكن المشكلة في التداخلات والاجندات الأخرى التي تريد أن تفرض ذاتها على بلدنا".
وقالت الدكتورة شعبان إن الاتفاق النووي الايراني سيخدم الإقليم والعالم برمته لأنه يمثل توجها نحو الحوار والحلول السلمية والتعامل مع الدول بعيداً عن العقوبات ويعبر عن صمود الشعب الإيراني وقدرة إيران على الدخول في حوار مع الغرب والحصول على نتائج مهمة لها وللإقليم، موضحة أن"سورية كدولة في هذا الإقليم تستفيد جداً من التوجه نحو السلام وسورية مع الحد من انتشار الأسلحة النووية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط منها” مضيفة "إن هذا الاتفاق عبر عن استدارة من الغرب مرحب بها باتجاه الحوار بدلاً من العقوبات والتهديد وهذا دون شك يخدم سورية والمنطقة والعالم".
ولفتت الدكتورة شعبان إلى أن إيران كانت قبل الاتفاق جسر تواصل بين سورية والغرب وعقدت اجتماعات بين إيران وسويسرا وسورية في إيران وفي سويسرا لكن المشكلة أن التواصل مع الغرب بحد ذاته ليس أمراً مهماً فهو يتواصل من أجل مصالحه فقط مؤكدة أهمية التواصل مع سورية بشكل مباشر.
وأشارت الدكتورة شعبان إلى أنه منذ الفيتو المزدوج الذي أخذته روسيا والصين لصالح الشعب السوري في 4 تشرين الثاني عام 2011 بدأت استدارة العالم بالوقوف مع حق الشعوب والعدل في العلاقات الدولية لكن الغرب ما زال يصارع من أجل فرض الهيمنة، وقد بدأ يدرك أن عليه أن يغير أساليبه ويعترف بحقوق الشعوب وكرامتها.
وردا على سؤال حول الربط بين الاتفاق النووي الايراني وتفاهمات ستحدث مع ايران حول ملفات في المنطقة بما فيها سورية قالت الدكتورة شعبان: "الذي نعرفه هو أن إيران رفضت أن تربط التفاهم على برنامجها النووي مع ملفات أخرى في المنطقة" معتبرة أنه رفض مبدئي من قبل ايران لأن الغرب لديه أساليبه في الابتزاز، مشددة على متانة العلاقات التي تجمع سورية وايران، وإلى أن ايران بلد ناضج لا يمكن أن يرضخ للشروط، لافتة إلى أن علاقات البلدين مبدئية وأساسية وهما حليفان وشريكان حقيقيان أساسيان في التوجه نحو السلم والأمن الدوليين.
وعن إمكانية انعقاد مؤتمر /جنيف 3/ ولا سيما بعد تغير الكثير من الظروف أوضحت شعبان أن "الموقف السوري كان دائماً إيجابياً في الجلوس والذهاب إلى جنيف وفي المبادرات العربية والدولية وحين جلسنا مع ما سمي /الائتلاف/ كنا نعرف أننا نجلس مع صنيعة الدول الأخرى وليس مع معارضة وطنية وهذا نتيجة الأسلوب الغربي في التعامل مع الأزمة في سورية"، مشددة على أن المهم هو سقف الوطن ومن يكون مع وحدة ومستقبل سورية فليعارض ما شاء.
وأشارت شعبان إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بذل اقصى جهده لكي يحصل على موافقة غربية لإقامة منطقة عازلة شمال سورية ولكنه لم يحصل على هذه الموافقة و"أعتقد أن هذا المشروع لم يعد قائم".
وعن زيارة مبعوث الامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أشارت شعبان إلى أن دي ميستورا كان في الصين والتقى الروس والأمريكان و/المعارضة/ ومتوقع أن يصل إلى سورية غداً ليطلعنا على نتيجة محادثاته قبل أن يقدم تقريره إلى مجلس الأمن في 29 الجاري.
ولفتت شعبان إلى الظلم الذي تعرضت له سورية من قبل الإعلام مبينة أن الأمر يعود إلى واقع إعلامي حيث إن 90 بالمئة من إعلام العالم تسيطر عليه شركات صهيوامريكية و80 بالمئة من الإعلام العربي تموله السعودية وهذا ما جعل مشكلة في الإعلام لدى محور المقاومة والممانعة.
ورداً على سؤال عن حل قريب للازمة في سورية قالت شعبان "إن التوجه في العلاقات الدولية والاقليمية الان بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني وبعد العلاقة الروسية الامريكية التي مرت في مخاض صعب وعودة الولايات المتحدة إلى التعاون مع روسيا في الملفات الاقليمية والدولية كلها موءشرات على ان العالم بدأ يدرك أن هناك خطراً على كل دول العالم وأنه لا بد من حوار ذي تكاتف ما لإنهاء هذا الخطر".
وأوضحت شعبان أن السياسات الغربية في المنطقة وصلت إلى طريق مسدود بعد الصمود الذي أبدته سورية والصمود الايراني، لافتة إلى أن ايران كانت بالأمس بالنسبة إلى الغرب دولة معاقبة وتمثل محور الشر وكل هذا تغيير، مشيرة إلى أن مواقف بعض العرب كانت منسجمة تماماً مع موقف الكيان الاسرائيلي وتصب في خدمته، معتبرة أن صفة العربي يجب أن تطلق فقط على المواقف التي تأخذ مصلحة العرب بعين الاعتبار ولا تؤخذ على المواقف التي تأخذ موقف عدو العرب بعين الاعتبار.
وبشأن المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقامة حلف لمحاربة تنظيم /داعش/ الارهابي قالت الدكتورة شعبان "إن الطرح الروسي عن موضوع الحوار مع تركيا والسعودية والاردن مفاجئء والسيد وزير الخارجية قال إن هذه الدول هي التي تستهدف سورية بالأساس وهي التي تؤمن التمويل والتسليح، ولكن في روسيا صناعة المعجزات وهذا يحتاج إلى معجزة أكبر ومع ذلك إذا كانت روسيا ترتئي أن هذا الطريق قد يكون له أفق فنحن مع أن نحاول فسورية والقيادة السورية والسيد الرئيس بشار الأسد لن يتوانوا لحظة واحدة عن أي محاولة يمكن أن توقف سفك الدم السوري ويمكن أن تضع حداً لهذه الازمة".
وأضافت الدكتورة شعبان: "إن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد الإرهاب لم ينجز شيئاً في العراق وسورية ولم يحقق على الأقل الهدف الذي أعلن أنه سيحققه من محاربة /داعش/ ولذلك مجرد طرح الرئيس بوتين لهذا الموضوع قد يعني أن هناك تفاهماً ما امريكياً روسياً بان تتغير طبيعة هذا التحالف ليصبح تحالفاً فعالاً بوجود روسيا وتركيا والسعودية" معتبرة أنها استدارة من قبل الولايات المتحدة للمنطق الروسي الذي نبه منذ بداية هذا التحالف إلى أنه لن ينجح ما لم يضم الدول المعنية روسيا ودول المنطقة.
وفيما يتعلق بتصريحات نبيل العربي تجاه سورية أشارت الدكتورة شعبان الى أن "مواقف نبيل العربي تجاه سورية كانت منذ بداية الأزمة متذبذبة ولن تعنينا كثيراً"، لافتة إلى أن /الجامعة العربية/ وقفت رأس حربة ضد الشعب السوري منذ 2011 وحتى قبل الأزمة لم تكن ذات موقف فعال في الوضع العربي، "سورية تريد أن تعود إلى جامعة عربية فعالة لديها قرار وتساهم في الموقف العربي فعلاً وما يعنينا هو إعادة صياغة العالم العربي بما يؤمن استقلالا وكرامة حقيقية لسورية والعرب جميعاً".
وقالت الدكتورة شعبان " إننا أمام لحظة فارقة في الإقليم وفي العالم"، مشيرة إلى ما تسير به روسيا من مؤسسات سواء كانت /بريكس/ أو شنغهاي وإلى التعامل الروسي مع الولايات المتحدة ومع الغرب عبر أسس لمنهجية جديدة هادئة ومتوازنة.
مركز الإعلام الإلكتروني