أفاد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس بعثتها الدبلوماسية في مصر، السفير حسام الدين آلا، بأن العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة ما كان ليستمر لولا شراكة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين للكيان الإسرائيلي ودعمها غير المحدود لتحقيق أهدافه.
وقال السفير آلا في كلمة سورية أمام الدورة العادية الـ 113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي عقدت اليوم في القاهرة: "تتزامن اجتماعات الدورة الحالية للمجلس مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ 132 يوماً ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعلى امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة وما يتخللها من مجازر يومية متعمدة فاقت في وحشيتها أسوأ أشكال جرائم الحرب وسط عجز دولي عن ردعها."
وأضاف السفير آلا: "وبعد أن تسببت حرب الإبادة في قطاع غزة باستشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء، وشُرد مئات الآلاف فإن التطورات الميدانية وتصريحات قادة كيان الاحتلال حول شن هجوم عسكري بري على مدينة رفح التي تؤوي أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني دمر جيش الاحتلال منازلهم ومدنهم وسبل عيشهم في كافة أنحاء القطاع ودَفعِهم تحت وطأة القصف للرحيل القسري خارجه، تؤكد أن أهداف التهجير القسري للفلسطينيين التي كانت في طور التخطيط والقول تنتقل إلى مرحلة التنفيذ والفعل فيما يستمر الكيان الصهيوني على التوازي بتصعيد جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية لترحيلهم خارجها، وبتوسيع نطاق اعتداءاته على الأراضي السورية واللبنانية، الأمر الذي يهدد بجر المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة."
وأوضح السفير آلا أن قرار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين حول وقف تمويل وكالة "الأونروا"، التي تشكل شريان الإغاثة للفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وخارجها، والعمل على إنهاء دورها المقترن بضمان حق الشعب الفلسطيني في العودة، يأتي في إطار الشراكة العضوية بينها وبين كيان الاحتلال.
وأشار السفير آلا إلى أنه في ظل هذا الوضع الخطير والمتأزم وعلى التوازي مع الجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة ومواجهة مخططات تهجير الشعب الفلسطيني قسراً من قطاع غزة والضفة الغربية، يكتسب ضمان الوصول الإغاثي والإنساني لأشقائنا الفلسطينيين وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم لدعم مقاومتهم وصمودهم على أرضهم أهمية كبيرة، وقال: "ترحب سورية في هذا الإطار باعتماد المجلس لقرار بشأن إعداد خطة استجابة طارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والاجتماعية السلبية للعدوان الإسرائيلي على دولة فلسطين ودعم صمود ومقاومة شعبها."
وتابع السفير آلا: "لقد شهدت الفترة التي سبقت التحضير لعقد اجتماعات الدورة الـ113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي نشاطاً ملحوظاً ومكثفاً من قبل جميع المجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة أثمرت عن توصيات وقرارات مهمة للتعامل مع المخاطر والتحديات التي تواجه دولنا العربية ولإيجاد الحلول والإستراتيجيات التي من شأنها النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي لدولنا في مختلف المجالات ولا سيما في المجالات التنموية"، مؤكداً أنه في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية التي تعصف بالعالم يشكل التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة حجر الأساس الذي تُبنى عليه نجاحات الحكومات في السير على طريق النمو والتطوّر، وتعكس الأهمية التي حظي بها موضوع الأمن الغذائي وآليات تنمية التجارة والاستثمار في الدول العربية مكامن العمل الحقيقي التي يجب أن يتم التركيز عليها والتعاون بشأنها على قاعدة التكامل والتنسيق الاقتصادي العربي العربي.
ولفت إلى أنه مع اقتراب القمة العربية التنموية الخامسة في موريتانيا الشقيقة، تتطلع الجمهورية العربية السورية لتعزيز دور آليات العمل العربي المشترك في دعم الجهود لتذليل العقبات التي تعترض العمل التنموي في دولنا، وإيلاءَ اهتمام خاص بدعم جهود الدول التي تمر بأوضاع اقتصادية صعبة للتغلب على التحديات التي تواجهها، وفي هذا المجال تتطلع سورية إلى دور عربي فاعل يسهم في رفع التدابير القسرية الأحادية غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الغربية على الشعب السوري والتي تضر بجهودها للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، وإلى دعم جهودها لتحقيق هذا التعافي، بما يمكّنها من السير والانخراط بفعالية في آليات التكامل الاقتصادي العربي، ولا سيما تلك المتعلقة بتحرير التجارة في الخدمات والاتحاد الجمركي العربي وصولاً إلى السوق العربية المنشودة.
واختتم السفير آلا كلمته بالقول: "أود التنويه بأهمية الإجراءات التي يتم العمل عليها بشأن ضبط آلية إنشاء المنظمات المتخصصة وتحديد أطر ومرجعيات عملها ونأمل بأن يفضي هذا الجهد المحمود إلى نتائج ملموسة تنعكس إيجاباً على أداء المؤسسات المنبثقة عن الجامعة، وتسهم في رفد جهود الدول العربية لتحقيق التنمية المستدامة وأعبر عن تمنياتنا للدورة الحالية بالنجاح في الخروج بنتائج تعزز من فعالية آليات العمل العربي المشترك."
يُذكر أن جامعة الدول العربية شهدت هذا الأسبوع اجتماعات اللجنة الاجتماعية واللجنة الاقتصادية، واجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين، واختتمت الاجتماعات اليوم باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري.