أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحّاك أنّ العدوان الأميركي أدى إلى استشهاد 37 سورياً وشمل المدنيين وقلعة الرحبة الأثرية.
وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن عقدها بناءً على طلب روسيا لبحث الضربات الأميركية، إنّ "التبريرات الأميركية تستند إلى تفسيرات مشوهة لأحكام الميثاق بشأن حق الدفاع عن النفس الذي لا يشمل المحتل، متهماً "الولايات المتحدة بالإستثمار بالإرهاب".
وأشار الضحاك إلى أنّ الإدارات الأميركية المتعاقبة استغلت موقعها في مجلس الأمن للإمعان في التدخل في شؤون الدول خارج مظلة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فعرقلت عمل المجلس لحفظ السلم والأمن، وضمنت لسلطة الاحتلال والتنظيمات الإرهابية الإفلات من العقاب.
ورفض الضحاك أنّ تكون سورية ساحة لاستعراض القوة في عام الإنتخابات الأميركية، مؤكداً تمسكها بحقها في تحرير أراضيها كاملة.
من جهته أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، أنّ الضربات الأميركية التي شنت على سورية والعراق، قبل أيام، شملت أسلحة جوية كبيرة ومتطورة كشفت السياسية العدوانية للولايات المتحدة.
قال نيبنزيا إنّ الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع الصراعات في الشرق الأوسط، ولا تعير وزناً لسيادة الدول في العراق وسورية.
وشدد مندوب روسيا على أنّ التحالف الغربي ضد "داعش" هو تهديد للسلم والأمن الإقليميين، وينشر الفوضى والدمار في الشرق الأوسط.
ولفت نيبنزيا إلى أنّ المسيرات التي هاجمت القاعدة الأميركية ليست معروفة المصدر، ووجود القوات الأميركية في سورية غير شرعي".
وتابع نيبنزيا أنّ "واشنطن تضاعف مخاطر عدم الاستقرار في منطقة ملتهبة، وترفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وما يجري من قتال لا يقتصر عن فلسطين ولبنان واليمن، بل توسعه واشنطن ليشمل سورية والعراق".
ذرائع واهية للاعتداء على الأراضي العراقية والسورية
وأعرب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم الفتلاوي رفض بلاده التدخل الخارجي، مستنكراً جميع الاعتداءات على الأراضي العراقية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء المدنيين تحت ذرائع واهية.
وقال الفتلاوي إنّ العراق لا يسمح بجره إلى الصراعات، ولا يقبل أن يكون ساحة لتصفية الحساب، داعياً مجلس الأمن إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين.
الاعتداءات الأميركية انتهاك صارخ لسيادة العراق وسورية
وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد لاريفاني، أنّ الاعتداءات الأميركية انتهاك صارخ لسيادة العراق وسورية وتدينها إيران وكذلك تدين الهجمات ضد اليمن.
ورفض سعيد لاريفاني الذرائع الأميركية التي بررت عبرها ضرباتها على سوريا والعراق، قائلاً إنها غير قانونية.
وشدد سعيد لاريفاني على أنّ "إيران لا تسعى لانتشار الصراع في المنطقة والمستشارون العسكريون موجودن بشكل شرعي في سورية بدعوة رسمية لمكافحة الإرهاب".
وتابع أنّ الحل لإنهاء التوتر في المنطقة العودة إلى القانون الدولي بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الأميركية من العراق وسورية، مضيفاً أنّه يجب على واشنطن أن تفرض على النظام الإسرائيلي الانسحاب الكامل ووقف عدوانه.
الشرق الأوسط يقف على الحافة
من جانبه، قال مندوب الصين في الأمم المتحدة جانغ جون، إنّ على الولايات المتحدة احترام القانون الدولي وسيادة الدول وإلا فإن الأمور ستخرج عن السيطرة.
ولفت إلى أنّ "الفشل في تطبيق وقف النار في غزة يؤجج النزاعات، والجميع يجب أن يصغي إلى القانون الدولي والتوقف عن النظر بعين المصالح الجيوسياسية وحسب".
وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إنّ الشرق الأوسط يقف على الحافة، وتوسيع النزاع إلى العراق وسورية ينذر بإنفجار كبير، مشيراً إلى أنّ المنطقة لا تستطيع تحمّل المزيد من التوتر.
وتابع بن جامع أنّ "الاستقرار في المنطقة يقتضي معالجة الأسباب الجوهرية لمنع المزيد من الصراع، كما يجب وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وهذا العدوان من شأنه أن يرتد على استقرار المنطقة ككل".