أكد وزير الإعلام عمران الزعبي في حوار مع التلفزيون العربي السوري أمس الأحد 4 تشرين الأول، أن تحالف واشنطن ضد "داعش" ليس جاداً وغاراته على التنظيم الإرهابي لم تثمر عن شيء، وبدلاً من أن تتقهقر هذه التنظيمات الإرهابية جغرافياً وعسكرياً مع بدء عمليات ذلك التحالف كانت تتمدد، موضحاً أن هدف هذا التحالف لم يكن القضاء على تنظيم "داعش" بل الإبقاء عليه لأطول فترة ممكنة لتحقيق أهداف سياسية والبناء عليها في المنطقة.
وعن علاقة الحكومة البريطانية بداعش وجبهة النصرة والإخوان المسلمين قال" إن التنظيمات الإرهابية هي الابن الشرعي للحكومات الغربية وأجهزة استخباراتها، وأن هناك دولاً كفرنسا وبريطانيا والسعودية وغيرها بدأت تتحدث بمنطق أكثر كآبة وانفضاحاً وانكشافاً من أي وقت مضى وذلك عندما بدات الغارات الروسية تحقق أهدافها بدقة منذ اللحظات الأولى".
وأوضح الزعبي، أنه مع بدء العمليات الجوية الروسية ضد التنظيمات الإرهابية يحاول البعض استعادة مبادرة الإعلام التضليلي وأفكاره مجدداً واللعب على موضوع المدنيين وتوجيه تهديدات وتحذيرات لروسيا، مشدداً على أن عصر تغيير الأنظمة بالقوة انتهى منذ اللحظة الأولى التي صمدت فيها سورية شعباً وجيشاً و قيادة، رغم كل ما حدث فيها من تخريب وتدمير للبنى التحتية والمؤسسات وعلى مستوى الإنسان.
وأضاف الزعبي، لم تمر دولة ولا مؤسسة وطنية في تحد كما مرت به سورية خلال الأربع سنوات ونصف السنة الماضية، مشيراً إلى أن البعد الوطني هو سر الصمود السوري ويجب المحافظة عليه لأنه الحصن المنيع الذي يحمي سورية.
وقال الزعبي، كان المطلوب تدمير بنية الدولة السورية بالكامل ولكنهم فشلوا وأصيبوا بالصدمة، مشيراً إلى أنه أصبح هناك استدارات في المواقف تجاه ما يحدث في سورية مضيفاً: إن الوعود الخليجية بالصفقات هي من تؤخر الإنهيار الكلي للموقف الغربي تجاه سورية.
وحول موقف الإخوان المسلمين من الدعم الروسي للجهود السورية بالقضاء على الإرهاب قال الزعبي، هذا الخطاب الإخواني ليس جديداً وهو يحاول أن يوظف الدين لصالح منهج سياسي محدد، لافتاً إلى أن هذا الخطاب غير قادر على إحداث تأثير في الشارع السوري لأن الناس باتوا يعرفون أن ما حدث في سورية لم يكن ليستهدف فقط منظومة الدولة السورية ولكن بات يستهدف الإنسان والثقافة السورية والتراث والقيم والمنظومة الأخلاقية الوطنية.
وفيما يتعلق بالحل السياسي عبر الحوار قال الزعبي إن، لقاء موسكو2 فتح الباب أمام إمكانية حقيقية لأن تكون هناك إمكانية للحوار بين السوريين الذين يرفضون الإرهاب موضحاً، أن مجموعات العصف الفكري التي اقترح تشكيلها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا كانت مطروحة مسبقاً وهي ليست جديدة وتمت مناقشة أغلبها في موسكو وأن النتائج التي ستخرج بها هذه المجموعات ليست ملزمة
وأضاف الزعبي إن، رفض ما يسمى الائتلاف وبعض القوى التي تنسق معه المشاركة في مجموعات العصف الفكري أمر متوقع وطبيعي لأنهم على صلة بفكر الإخوان المسلمين وبالمشروع التركي السعودي الأمريكي الذي يهدف إلى إسقاط سورية.
وتابع الزعبي، إن العلاقات السورية الروسية ليست وليدة الحرب على سورية بل علاقات تاريخية على كل الصعد لأنها بنيت على الاحترام المتبادل وعلى احترام السيادة الوطنية، ولا تستطيع وزارة خارجية نظام آل سعود أن تفهم هذه المعادلة لأنها اعتادت على نمط التبعية في العلاقات الدولية، مشيراً إلى أن تاريخ روسيا يثبت بأنها تلتزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية على عكس العقل الاستعماري.
وحول التحولات في المواقف الغربية حيال الأزمة في سورية قال الزعبي، إن هذا التحول في المواقف الغربية سببه الإصرار السوري على الصمود شعباً وجيشاً وقيادة ومشاركة الأشقاء الروس ودعم الأشقاء الآخرين مشدداً، على أن مشاركة أي دولة أوروبية في محاربة "داعش" لن يحدث إلا إذا وافقت سورية.
وأضاف: إن، تحقيق أي حل سياسي في سورية لن يكون إذا لم تكن ضمانته ومرجعيته ومفتاحه وطريقه وصاحب القرار فيه هو السيد الرئيس بشار الأسد، ونحن لا نراهن كثيراً على تصريحات المسؤولين الغربيين.
وحول تصريحات وزير خارجية نظام آل سعود عادل الجبير قال الزعبي، أقول لوزير الخارجية السعودي "اصمت أيها الغلام.. عندما تتكلم الرجال والدول والجيوش وتقول الشعوب كلمتها.. غلام مثل عادل الجبير يصمت ويجلس جانباً".
وأشار الزعبي، أن البنية السياسية لنظام آل سعود غير قادرة على إنتاج أي تطور إيجابي لأنها في الأساس بنية سلبية، مشدداً على أن ما يحدث في اليمن ليس حرباً بل مذبحة من آل سعود ضد شعب بأكمله، مشيراً إلى أن السعوديين يجلبون مرتزقة من كل أنحاء العالم إلى سورية واليمن، وأن الذخائر والإمداد يأتي عن طريق "إسرائيل" وهذا كلام موثق وليس عبثياً.
وحول كارثة تدافع الحجاج في منى أشار الزعبي، أن هذه الكارثة ليست الأولى التي تحدث في السعودية، لافتاً إلى أن نظام آل سعود منذ نشوئه يدير شؤون الحج بطريقة فيها الكثير من الشخصنة.
أما بالنسبة لتصريحات رئيس النظام التركي رجب أردوغان قال الزعبي،" إن الدولة السورية والمؤسسة السياسية الوطنية السورية بالعموم لا تقيم وزناً لمثل هذه التصريحات وهي تعكس حجم الإحباط الذي أصيب به أردوغان، نتيجة الفشل السياسي والاقتصادي لحكومة العدالة والتنمية، موضحاً أن حكومة أردوغان تمارس سياسات تؤدي إلى كوارث وأن أردوغان لم يعد مرجعية للشعب التركي".
مركز الإعلام الإلكتروني