صحف - الاعلام
اعتبر مراقبون أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ووزير الصناعة المنتمي الى حزب الله حسين الحاج حسن في بيروت، في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه بداية لحوار بين الجانبين، واستكمال لسلسة اتصالات بين القاهرة وطهران بقيت بعيدة من الأضواء، بغية فتح قنوات جديدة وإيجاد مخرج للحرب في سورية.
وبحسب تلفزيون (المنار) لم ينتبه كثيرون إلى أهمية الاختراق السياسي اللافت، حيث جرى أول لقاء علني بين دبلوماسي مصري ومسؤول في حزب الله ، الأمر الذي اعتبره محللون بداية تحول مصري.
وكان فهمي قال خلال سلسلة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين إن "القاهرة تدعم دور حزب الله كحزب مقاوم"، وأضاف إن بين القاهرة والحزب نقاط خلاف عدة، لكن نقاط الخلاف لا تلغي مطلقاً الرغبة في اللقاء وتطويره لمصلحة البلدين ولحماية لبنان والمقاومة".
من جهته حزب الله نفى في مناسبات عديدة تورطه في الشأن الداخلي المصري، أو أن تكون أي خلية منه قد أسهمت في إطلاق سراح سجناء، من سجون القاهرة، أو أي علاقة دعم للإخوان المسلمين في مصر .
في الوقت نفسه اعتبر الحزب أن الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي خذل كثيرين حين ذهب إلى إيران وألقى خطاباً لا يليق بالحفاوة ولا بالمكان، كما خذلهم أكثر بعد جنوحه الكبير حيال سورية والحزب وإعلانه القطيعة مع دمشق.
وكانت أصدرت محكمة أمن الدولة العليا فى مصر نيسان/ ابريل 2010 أحكاماً بالسجن المؤبد على أربعة أشخاص فى قضية، قالت إنها "خلية تابعة حزب الله" المتهم فيها 26 شخصاً.
معلومات من مصادر مقربة للوزير المصري قالت حرص الجانب المصري على التأكيد أن استهلال الجولة على لبنان بزيارة جعجع حصل من طريق خطأ لوجستي متعلق بالسفارة والترتيبات.
وأشارت المعلومات إلى أن لقاء الوزير فهمي مع وزير من حزب الله كسر محرمات اللقاء، ويمهد للقاءات أخرى تتعلق بجوانب تعاونية من خلال الوزارات من جهة ثانية.
كما أكدت المعلومات رغبة مصرية في إعادة تحريك العلاقات على مستوى الإقليم، حيث بدأ نبيل فهمي برسم خريطة ناجحة جداً للعلاقات الخارجية المصرية.
وفي الشأن السوري أكد مراقبون أن القاهرة لم تتصدر قائمة الدول الرافضة أن يحتل"ائتلاف الدوحة" مقعد سورية في القمة العربية، لكن القاهرة لم تكن بعيدة أبداً عن دعم هذا الخيار، وذلك بسبب علاقتها مع السعودية.
وأوضحت مصادر مطلعة في القاهرة لوسائل الاعلام أن مصر تدرك أن الأسباب القانونية لكي يحتل "الائتلاف" مقعد سورية لم تجتمع ولن تجتمع.
كما أن الجيش المصري يؤكد في كل مناسبة أن الأمن القومي المصري مرتبط عضوياً بالأمن القومي لسورية وجيشها.
يشار أن وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، التقى عدداً من قادة الاحزاب في لبنان في وقت سابق الشهر الجاري، واعتبر أن ما يحدث في المنطقة العربية "مؤامرة تستهدف العالم العربي، وأبرز مخاطرها العمل على تقسيم المنطقة على أساس طائفي"، مؤكداً "مناهضة مصر لهذا المشروع الخبيث"، ووعد "باستعادة القاهرة مكانتها ودورها الاقليميين".